تمكن بعض السيارات صباح اليوم الأحد من عبور مقاطع من طريق الأمل جرفتها السيول أو غمرتها خلال 24 ساعة الماضية، اعتمادا على سواعد المتطوعين من السكان المحليين ليعبروا مقاطع بين كرو وكامور، إضافة لمقطع آخر في قرية السياسة بصعوبة بالغة.
واضطر سائقو السيارات إلى توقيف محركها، ودفعها بالأيدي من طرف المتطوعين من السكان المحليين وركاب السيارات المسافرين حتى تمكنت من عيور المقطع المنهدم من الطريق، والذي غمرته مياه السيول بالكامل .
الغش في تشييد الطرق.....مقاولات لاتلتزم المعايير ....رقابة منعدمة!!
وشهدت جسور و"صالات" كرو وكامور والسياسة تدفقا للسيول الجارفة بسبب الغش "الهندسي" في بناء اتلك المقاطع من الطريق ، في العقدين الأخيرين من طرف شركات المقاولات، وتدفق مياه السيول عقب تهاطل الأمطار على مرتفعات تكانت: "المصب المائي التاريخي الموريتاني، والذي كان تنبع منه الأنهار، مثل نهر "تكنت الناضب " الذي كان يعبر مناطق تكانت ولبراكنة وترارزه،ليصب في المحيط الأطلسي، جنوب نواكشوط عند مدينة "تكنت " الحالية،وكانت تقع عند مصبه "جزيرة "إيونن" التي ابتلعها المحيط الأطلسي، وبقيت عالقة في الذاكرة الجمعية للسكان، في المثل الموريتاني "أمنين كذا .... ما إيونن دون كعرو"،وقد كانت هذه الجزيرة المندثرة،على الراجح هي مقر رباط عبد الله بن ياسين،إمام ومرشد حركة ودولة المرابطين.
"تكانت" الغابة المندثرة .....ومنبع الأنهر والوديان والبطاح ... أمس واليوم !!!
،وماتزال تنبع منها معظم المساقط المائية السطحية في داخل الأراضي الموريتانية، من الوديان والبطاح ومجاري السيول- عدا نهر السينغال وامتداداته، وشبكته الهيدرولوجية_ وهذه السيول المتدفقة من تكانت هي ما أدى إلى قطع طريق الأمل،منذ أكثر من 48 ساعة تقر يبا.وهو العمود الفقري للمواصلات في موريتانيا، وأهم طريق حيوي دولي استراتيجي في البلاد، يربط بين العاصمة نواكشوط.،وأغلب مدن الداخل، يعتمد عليه حوالي 80% من سكان موريتانيا في تنقلاتهم، بما يشمل ولايات ترارزه، ولبراكنه، وكوركل، وتكانت، وكيدي ماغه، ولعصابه والحوض الغربي. والحوض الشرقي،كما تتدفق عبره صادرات المغرب إلى بعض الدول الإفريقية، وبعض صادرات دولة مالي، خاصة أثناء فترة الحصار الماضية، وتستورد موريتانيا عبره ولرداتها من الأخشاب من "كوت ديقوار"، وغيرها، عبر مالي.