يتوجه الناخبون السنغاليون إلى مراكز الاقتراع للتصويت في انتخابات تشريعية تأمل المعارضة أن تتوصل من خلالها إلى تحالف مع الرئيس ماكي سال وأن تحد من أي طموحات محتملة لديه لولاية ثالثة.
يتهم الرئيس ماكي سال بأنه يسعى إلى تجاوز الحد الأقصى للولايات الرئاسية والترشح مجددا في 2024
ينطلق في السنغال اليوم الأحد (31 تموز/يوليو 2022) من الساعة الثامنة حتى الساعة 18,00 بتوقيت غرينتش الاقتراع في الانتخابات التشريعية. وسينتخب السنغاليون أعضاء البرلمان المؤلف من مجلس واحد يضم 165 نائبا ويهيمن عليه حاليا مؤيدو الرئيس سال، لولاية مدتها خمس سنوات. وينتخب 53 نائبا حسب نظام يجمع بين التمثيل النسبي والقوائم الوطنية، و97 آخرون بناء على نظام الأغلبية في المناطق. وينتخب المغتربون أعضاء البرلمان الخمسة عشر الباقين.
ويتهم الرئيس ماكي سال (60 عاما) الذي انتخب في 2012 لولاية مدتها سبع سنوات ثم أعيد انتخابه في 2019 لخمس سنوات أخرى، بأنه يسعى إلى تجاوز الحد الأقصى للولايات الرئاسية والترشح مجددا في 2024. ولم يكشف سال نواياه في هذا الشأن، لكن أي هزيمة لأنصاره في انتخابات الأحد يمكن أن تقلب خططا من هذا النوع.
وتتنافس في هذه الانتخابات ثمانية تحالفات، بينها أكبر ائتلاف للمعارضة "حرروا الشعب" (يوي أسكان وي بالولوفية اللغة الوطنية للسنغال). وكان عثمان سونكو أهم شخصية في هذا الائتلاف جاء في المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2019. لكنه منع مع أعضاء آخرين في الائتلاف من خوض انتخابات الأحد لأسباب تقنية.
مساعي لفرض "تعايش حكزمي"
وتمهيدا للانتخابات، اتفق تحالف "حرروا الشعب" مع ائتلاف "انقذوا السنغال" (والو السنغال) بقيادة الرئيس السابق عبد الله واد، على العمل معا للحصول على أغلبية برلمانية و"فرض تعايش حكومي". كما يريد التحالفان إجبار سال على التخلي عن أي طموحات للترشح في 2024.
وفي الانتخابات المحلية التي جرت في آذار/مارس فازت المعارضة في المدن الكبرى بما فيها العاصمة دكار وزيغينكور في الجنوب وتيس في الغرب.
ومُنع سونكو وأعضاء آخرون في تحالفه من الترشح لانتخابات الأحد بعد أن ألغت السلطات مطلع حزيران/يونيو لائحتهم الوطنية للمرشحين لأسباب تقنية. فقد أسقط عرضا اسم أحد المرشحين، كخيار أول وخيار بديل، مما أدى إلى إبطال القائمة بأكملها. وأدى ذلك إلى اندلاع تظاهرات عنيفة سقط فيها ثلاثة قتلى على الأقل.
ووافقت المعارضة في 29 حزيران/يونيو أخيرا على المشاركة في الانتخابات ما أدى إلى تهدئة التوتر.
انتخابات على وقع الأزمات
وشهد السنغال في العام الماضي احتجاجات اجتماعية، كما تشكل الأزمة الغذائية الناتجة عن تقلص صادرات الحبوب بسبب حرب أوكرانيا، نصدرا للقلق في السنغال وكان الرئيس سال قد تطرق مؤخرا إلى "السيناريو الكارثي لحصول نقص وارتفاع الأسعار". وأكد أن الأزمة الحالية تأتي بعد أزمة كوفيد-19 التي فاقمت أساسا المجاعة في افريقيا. وقال "الأسوأ لم يأت بعد ربما".
وذكر بأن الكثير من الدول الإفريقية بينها السنغال تعتمد بشكل كبير على واردات الحبوب من المنطقة. وعبر عن قلقه من تداعيات العقوبات الأوروبية التي تستثني مصارف روسية من نظام سويفت الدولي، الذي يتيح عمليات كبرى مثل أوامر نقل اموال.
السنغال الدولة غرب الأفريقيةذات الأربعة عشر مليون نسمة، رغم تواضع مواردها وإمكانياتها الإقتصادية، تتميز بالاستقرار وديمقراطية عريقة. وهي ترأس حاليا الإتحاد الأفريقي، كما تعتبر دولة محورية في المجموعة الإقتصادية لغرب أفريقيا CEDEAO ، وتلعب أدوارا متقدمة في السلم بالقارة السمراء.
المصدر: إذاعة "صوت ألمانيا" (DW) بتصرف