بعد ستة أشهر من التّوقف بسبب الحرب، تعود البواخر الأوكرانية إلى الإبحار في المياه الدّولية لنقل أطنان من القمح إلى عدد من مناطق العالم، بما فيها المملكة، التي لها علاقات اقتصادية إستراتيجية مع كييف.
واستأنفت اليوم الإثنين أوكرانيا تصدير الحبوب للمرة الأولى منذ بدء العملية العسكرية الروسية في فبراير الماضي، وهو ما اعتبره وزير خارجية أوكرانيا “انفراجة للعالم”.
وكشف مصدر مطلع في سفارة كييف بالرباط أن “المغرب ضمن الدول التي لها اتصالات مع أوكرانيا لإعادة تشغيل الأسطول البحري الناقل للحبوب”، مبرزا أن “للمغرب علاقات حيوية مع كييف تمتد لسنوات”.
وأضاف المصدر ذاته أن “أوكرانيا شريك يمكن الاعتماد عليه، وستبقى كذلك إذا احترمت روسيا التزاماتها في الاتفاق”.
ويعتبر المغرب من بين 5 دول في إفريقيا لها شراكات اقتصادية قوية مع كييف، إذ إن قيمة المبادلات التجارية مع المملكة بلغت العام الماضي 530 مليون دولار.
وتمثل الحبوب التي يستوردها المغرب من أوكرانيا 12 في المائة من وارداته الإجمالية من الحبوب، بينما تتركز صادراته إليها في الأسمدة الطبيعية والكيميائية والسيارات والسمك.
كما أن صادرات الأوكرانية إلى المغرب تناهز 403 ملايين دولار، وجلها من الحبوب والقمح بنسبة 54 في المائة، ومواد أخرى كالزيت والزبادي والمواد الإلكترونية. أما الواردات المغربية فتصل إلى 120 مليون دولار: الفوسفاط 48 في المائة، والسّيارات الإلكترونية والأسماك والخضروات.
وكانت أول سفينة محملة بالحبوب غادرت ميناء “أوديسا” الأوكراني في وقت سابق اليوم، بعد توقف حركة تصدير الحبوب منذ شهور؛ إذ كانت أوكرانيا وروسيا وقعتا اتفاقات منفصلة مع تركيا والأمم المتحدة لفتح الباب أمام كييف لتصدير 22 مليون طن من الحبوب وغيرها من البضائع الزراعية العالقة في البحر الأسود بسبب العملية العسكرية الروسية.
وتعتبر أوكرانيا المورد الرئيسي للقمح في المغرب، وذلك بسبب الطلب الديناميكي على الواردات، الذي يشكل ضعف العرض المحلي المغربي.
ووصلت واردات المغرب من القمح إلى حجم قياسي يبلغ 6.5 ملايين طن خلال الموسم الزراعي 2021-2020، أي ما يزيد بنحو 35 في المائة عن واردات 2020-2019.
وفي نونبر الماضي، تم شحن الكميات الأكبر إلى مصر والمغرب، ما جعل الأخير من أكبر 10 مستوردين للقمح الأوكراني.
المصدر: موقع هسبرس الإخباري