كتبت لكم سابقا عن أهمية زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان، وكيف تحركت البوارج الأمريكية لهذا الغرض. وكيف ارتبكت الصين هذا اليوم، ولم تفعل أي شيء بعد نزول نانسي بيلوسي في تايوان.
غالبا ( السيم كارات ) ودورة حياة هاتفك في يدك تعتمد على تايوان، وعندما تحصل أي مشكلة في تايوان فإن كل شي في العالم سيكون بطيئا جدا! من الأقمار الصناعية إلى النت، إلى الهواتف، إلى كل التكنلوجيا! سنعود 10 سنوات للوراء.
هذا مدخل عالمي لنفهم أهمية تايوان للعالم! لكنه ليس المهم في زيارة نانسي بيلوسي! لأنها شخصية سياسية تشريعية وحزبية.
أهم شيء في تايوان بالنسبة لأمريكا هي مقدمة لحماية اليابان وكوريا الجنوبية الحليفان، ودول قلقة مثل الفلبين وإندونيسيا وماليزيا ودول شبه جزيرة الهند الصينية (فيتنام وتايلاند ولاوس وكمبوديا وبورما)، حمايتهم من التغول الصيني وسقوط نصف سكان الأرض مرة واحدة بقبضة الصين تتابعيا.
وبمعنى آخر حماية التقدم الأمريكي تجاه محيط الصين واتفاقاتها الأمنية والاقتصادية.
ليس جيدا الرجوع للتاريخ بمقال عابر، لكن اقتطاع جزء للشرح يوسع الدوائر، فقد كان الغرب يعترف بتايوان أنها الممثل الشرعي للصين!! تخيل! النقطة شرعية والبحر غير شرعي ! ثم وبسبب الاتحاد السوفيتي وخوف الغرب منه واستمالة الصين! طُردت تايوان من مقعد الصين، وانتهى الاعتراف بها من الدول نكاية بالاتحاد السوفيتي! وحتى أمريكا نفسها لا تعترف بتايوان كدولة منذ عام 79 ! لكنها حليف محمي، وشريك تجاري مهم جدا ب 90 مليار دولار.
لنتوقع فقط : أن الصين تأخذ تايوان ! ماذا سيعني ؟
هل تعلم أن تكنلوجيا الصين كلها تعتمد 5 % على الصين والباقي معظمه على تايوان ! لذلك لو أخذت الصين تايوان! ستكون سيدة العالم الصناعي الرقمي، بينما إذا قررت تايوان قطع سلاسل التوريد عن الصين!! وأشباه الموصلات خاصة! ستعود الصين سنوات للوراء!
قرأت بحثا أمنيا يتحدث عن خطة لتدمير عملاق الصناعة التايواني لأشباه الموصلات TSMC إذا احتلتها الصين.
لكن جغرافيا تايوان مريبة! تشبه حرف ـــفـــ داخل جملة، النقطة تايوان، والبقية هي الصين، هذه النقطة تجعل صواريخ الصين أقرب 150 ميلا لأي تهديد أمريكي بحرا وسماء !
يمكن القول إن أمريكا كسبت هذه الجولة، وأحرجت الصين جدا! ولا يمكن للصين أن ترد حاليا، وفي توقع اقتصاد، قد تسحب الصين جانبا مهما من استثماراتها في أمريكا! وسبب سحبها المتوقع أنها خائفة إذا ما حصل خلاف عميق، تجمد تلك الأموال كما حصل مع روسيا!
أمريكا تعرف كيف تتلاعب بالصين، وهي ماضية في بناء تحالفات بحر الصين الجنوبي لتحجيم الصين، وزرع الأشواك تباعا على طريق الحرير! من باكستان إلى إيران إلى سيرلانكا إلى الخليج والعراق وأفريقيا! في كل طريق مشكلة.