لم تفرح ليان الشاعر التي تُسمى "فراشة المسرح" ذات الأعوام التسعة بقضاء رحلة سعيدة مع عائلتها على شاطئ البحر، حيث كانت هدفًا لصواريخ الاحتلال الغادرة.
هناك في داخل العناية المركزة في مستشفى المقاصد بالقدس المحتلة، رقدت الطفلة ليان الشاعر التي أصيبت بجراح خطيرة خلال غارة إسرائيلية على خانيونس (الجمعة 5 آب)، خلال العداون الإسرائيلي الأخير، قبل أن يعلن عن استشهادها صباح اليوم الخميس.
وبحزن وأمل كانت تجلس الوالدة بالقرب من باب غرفة العناية بمستشفى المقاصد، ليس بيدها أي حيلة سوى الدعاء بأن تقوم ليان من هذا المصاب، إلا أن قضاء الله وقدره كان أقرب باستشهاد ليان، لتكون شاهدة على جرائم الاحتلال بحق الأطفال والمدنيين.
يقول مصلح الشاعر، والد ليان، في حديث لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، إن طفلته كانت متوجهه إلى شاطئ البحر برفقة والدتها وشقيقاتها وقريباتها كعادتهم، وفجأة حدثت غارة غرب خانيونس؛ فتصاب ليان إصابة خطيرة إلى جانب إصابة عدد من الأطفال الذين كانوا في نفس الحدث إصابة متوسطة إلى طفيفة.
ويضيف: "الاحتلال تاريخه أسود في ارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزل، وطفلتي ليان هي إحدى ضحايا هذا الاحتلال الذي لا يراعي حجراً ولا شجراً".
ويلفت إلى أن الاحتلال يحاول أن يظهر للعالم أنه جيش منظم ويحترم المدنيين والأطفال، لكن العكس هو السائد؛ فهو يقتل براءة الأطفال، ويحاول بشتى الطرق أن يقتل أحلامهم، وفق قوله.
ويتحدث الوالد عن ليان بأنها طفلة نشيطة وتحب مدرستها والحياة عامة، لافتاً إلى أنها تتلقى تدريبات في مركز نوار التربوي التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر في فنون الدبكة الشعبية الفلسطينية.
وتقود ليان فريقاً لتعلم الدبكة في مركز نوار؛ حيث تلقب بفراشة المسرح، إلى جانب أنها تلقى قبول واحترام جميع مدربيها وأقرانها بسبب روحها المرحة.
كما يلفت والدها أن "ليان تدهشنا بخفة حركتها، وتؤدي لوحات فلكلورية مميزة، بالإضافة إلى عشقها للأغاني التراثية الفلسطينية".
ويلفت إلى أنه تم تحويلها إلى مستشفى المقاصد يوم الثلاثاء الماضي في محاولة منهم لإنقاذ حياتها لكن دون فائدة، مشيرا إلى أن إصابتها كانت في منطقة الرأس، وكانت تعاني من تهتك في أنسجة الرأس والمخ.
يقول الشاعر بكل حسرة: "طفلتي ليان هي الثالثة من بين شقيقاتها، لكنها كانت أكثرهم نشاطا وذكاءً، والمقربة إلى قلبي من بينهم".
وأشار أن "إسرائيل" تضرب بعرض الحائط بكل المواثيق والأعراف الدولية؛ فتستهدف أطفال فلسطين بالقتل والاعتقال، والحرمان من أبسط الحقوق؛ وتقتل الأطفال حتى وهم في أحضان ذويهم.
وترتكب "إسرائيل" جرائمها بحق الأطفال الفلسطينيين من دون أي اعتبار للطفولة أو القوانين الدولية، التي تؤكد حماية الأطفال وعدم تعريضهم للمخاطر.
وباستشهاد الطفلة الشاعر، يرتفع عدد شهداء العدوان الذي شنه الاحتلال على قطاع غزة عصر الجمعة الماضية واستمر لثلاثة أيام، إلى 48 شهيدًا، وأصيب 360 آخرون.
المركز الفلسطيني للإعلام