تسعى موزمبيق بخطى طموحة لترسيخ مكانتها في سوق الطاقة العالمية، بعدما أعلنت موعد تصدير أول شحنة غاز مسال من مشروع "كورال ساوث".
وتستعد الدولة الواقعة في جنوب شرق أفريقيا لتصدير أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول (2022)، وبذلك تكون قد انضمت إلى صفوف المصدرين في العالم، إذ تواصل أزمة الطاقة العالمية الضغط بقوة على أسعار الوقود، وتدفعها إلى مستويات قياسية، حسب بلومبرغ.
ووفقًا للتقديرات، يمكن أن يُسهم الإنتاج الأولي في رفع النمو الاقتصادي بالبلاد بمقدار 1.1% خلال عام 2023، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
إنتاج الغاز المسال
تستعد شركة إيني الإيطالية لبدء تصدير أول شحنة غاز مسال من محطتها العملاقة قبالة سواحل موزمبيق.
وخُصصت ناقلة الغاز المسال العائمة "بريتيش مينتور"، التي تديرها شركة النفط البريطانية "بي بي"، لنقل أول شحنة غاز مسال من موزنبيق.
ومن المقرر وصول "بريتيش مينتور"، في 24 أغسطس/آب (2022)، إلى محطة "كورال سول"، وهي أول محطة عائمة للغاز المسال في أفريقيا.
ومن المتوقع أن ينتج مشروع "كورال ساوث" نحو 3.4 مليون طن من الغاز المسال سنويًا على مدار 25 عامًا.
وكانت محطة "كورال سول" قد بدأت في تلقي إمدادات الغاز من مكامن حقل كورال ساوث البحري في موزمبيق، خلال منتصف شهر يونيو/حزيران (2022).
ووفقًا لبيان نشرته شركة إيني في وقت سابق، تتلقى المحطة إمدادات من حقل غاز كورال الواقع في حوض روفوما، مشيرة إلى أن الحوض يحتوي على احتياطيات تُقدر بـ16 تريليون قدم مكعبة من الغاز.
وتخطط الشركة الإيطالية لإنشاء محطة تصدير عائمة أخرى في الدولة الواقعة جنوب شرق أفريقيا، وتجهيزها في أقل من 4 سنوات.
تداعيات الاضطرابات
استهدف مشروع كورال سول -الذي تبلغ تكلفته 7 مليارات دولار- بدء الصادرات بحلول أكتوبر/تشرين الأول (2022)، وأحزر تقدمًا كبيرًا رغم جائحة كورونا، وحركة التمرد المرتبطة بتنظيم داعش.
فقد أدت الاضطرابات داخل البلاد إلى إعلان شركة توتال إنرجي القوة القاهرة في مشروع للغاز المسال بموزمبيق -قادر على إسالة 12.9 مليون طن متري سنويًا- بعد شن هجوم مسلح على بلدة بالما القريبة من المشروع في مارس/آذار(2021).
وأكد الرئيس التنفيذي للشركة، باتريك بويانيه، في شهر فبراير/شباط (2022)، أن توتال إنرجي تعتزم استئناف العمل في المشروع الواقع شمال موزمبيق بعد توقفه لأكثر من عام.
وكانت الشركة الفرنسية تخطط لإنتاج أول شحنة من مشروع الغاز المسال في موزمبيق بحلول عام 2024، لكنها أجلته حتى 2026.
أزمة طاقة عالمية
جاء تصدير أول شحنة غاز مسال من موزمبيق قي وقت يعاني فيه العالم ارتفاع الأسعار نتيجة شح الإمدادات بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وحذرت العديد من الدول الأوروبية، من بينها المملكة المتحدة وألمانيا، من أن شح الإمدادات قد يؤدي إلى تقنين الاستهلاك، وربما إلى ركود عالمي.
وفي محاولة لإنهاء الاعتماد على الغاز الروسي، يدفع الأوروبيون علاوات باهظة في ظل احتدام المنافسة مع آسيا لتوفير شحنات الغاز المسال قبل فصل الشتاء.
دعم أوروبي
في غضون ذلك، يخطط الاتحاد الأوروبي لتأمين مشروعات الغاز في موزمبيق من خلال زيادة الدعم المالي لبعثة عسكرية أفريقية بمقدار 5 أضعاف.
اهتمام أوروبا بالدول الأفريقية يأتي بعد فرض عقوبات على الإمدادات الروسية، والبحث عن إمدادات بديلة، إذ تخشى عودة الاضطرابات مرة أخرى في موزمبيق دون دعم عسكري، لا سيما أنها تمتلك ثالث أكبر احتياطيات غاز مؤكدة في أفريقيا.
ويسعى الاتحاد الأوروبي لتقديم 15.3 مليون دولار إلى منظمة تنمية الجنوب الأفريقي "ساداك"، التي تهدف إلى تعزيز التعاون الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأمني بين 16 دولة في الجنوب الأفريقي، 6 منها أرسلت قوات إلى موزمبيق.
كما تعهّد الاتحاد الأوروبي بتقديم دعم مالي إلى الجيش في موزمبيق قدره 45.76 مليون دولار.
ووفقًا لبيانات البنك الدولي، تعد موزمبيق ثالث أفقر دولة في العالم، وعانى الاقتصاد في السنوات الأخيرة من فضيحة ديون قيمتها مليارا دولار، وحركات التمرد.
كما ألحقت سلسلة من الأعاصير المدارية الشديدة أضرارًا على امتداد سواحلها.
نقلا عن منصة الطاقة