الشجرة ظلٌّ وغذاء وجمال؛ ولذلك كثُر ذكرُ الشجر والنبات في القرآن الكريم، وحثَّنا نبيُّنا- صلى الله عليه وسلم- على غرس الأشجار وزراعة النباتات، ورعايتها، والمحافظة عليها؛ لما فيها من الخير والفائدة للإنسان، والحيوان، وسائر المخلوقات، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وفِي يد أحدِكُمْ فَسِيلَةٌ؛ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا، فليغرسها )ولعل الإنسان بفطرته أدرك ذلك، فرأينا الناس على اختلاف أوطانهم وتَوَجُّهاتهم يهتمون بالأشجار والنباتات، ويعملون على انتشارها في بيئاتهم المختلفة. لأهميتها في دورة حياة الانسان.
في هذه السنين العجاف يحتاج الا نسان لكرامته وسيادته أن يؤمن غذائه ودوائه في وطنه بالمفهوم الضيق، فاستقلال الدول مرهون بقدرتها على تأمين احتياجاتها.
ولايوجد عيب كنقص القادر على التمام، فمنذ الأزل أمَن أهلنا في هذه البقاع الغذاء مما تمطر السماء فزرعوا وحصدوا، وبقينا نحن دون أن نستلهم من كفاحهم السرمدي في سبيل لقمة العيش الشريفة المتأتية من تنمية المواشي وفلح الأرض و حصادها، وقد ساعدنا في هجران الأرض أن السماء حبست مطرها وتراجعت غلتها وندر قيفيزها، في المقابل عمد الناس إلى قطاع الخدمات، بتشجيع من سياسات صندوق النقد الدولي المهلكة، والتي وإن وفرت لهم دخلا مضمونا فإنها بالتأكيد تنخر في صحة وسلامة الدولة، إذلاقيمة لنمو ولاقيمة لدخل لا يتأتى من القيمة المضافة الصحيحة للصناعة والزراعة، أو من سيد الخدمات العلم.
من هنا يجب على الدولة أن تتحمل المسؤولية وتراجع القانون العقاري بشكل جذري وعميق بما تعم مرودديته الوطن ويزيد منفعته ونموه وازدهاره.
ولاستعادة التوزان البيئي الحيوي يلزمنا إطلاق حملة للتشجير.
حملة للتشجير: ينصح الخبراء في مجال التوازن البيئي الحكومة الموريتانية بتنظيم حملة تهدف إلى توعية المواطنين بقيمة الأشجار والنباتات، وأهميتها، والمساهمة في نشرها، والعناية بها، باعتبارها جزءًا من البيئة التي نعيش فيها.
أهداف الحملة:
1) توعية القوى الحية بقيمة الأشجار، وأهميتها، ومكانتها في الإسلام.
2) ترغيبهم في غرس الأشجار والنباتات، والعناية بها.
3) تنمية وعي المواطنين بدورهم تجاه مجتمعهم.
4) إكساب المواطنين مهارات التعامل مع النباتات والأشجار غرسًا ورعاية.
المدى الزمني للحملة: شهر سبتمبر2022 على سبيل المثال لا الحصر.
ويمكن اختيار عنوان للحملة " الوطن الأخضر"
الجهات المشاركة في الحملة:
- البلديات.
- المجالس الجهوية
- وزارة البيئة والتنمية المستدامة
- وزارة الزراعة.
- وزارة التنمية الحيوانية
- وزارة الداخلية
- وكالة السور الأخضر
- الحماية المدنية.
- مفوضية الأمن الغذائي
- التآزر
- المجتمع المدني
- منظمات المجتمع المدني
- وزارات التعليم
- مؤسسات الإعلام العمومي
- سلطة تنظيم النقل البري
- هيئات الناقلين
حملة إعلامية في الإعلام العمومي ووسائل التواصل الاجتماعي
أهم المنتجات الإعلامية المطلوبة للتعريف بهذه الحملة وبأهميتها
- مطبوعات( بوسترات – مطويات – مجلات – كتيبات – مسابقات).
- مواد إعلامية( فيديوهات – عروض تقديمية – جرافيك).
- ملابس، أو أدوات تُبْرِزُ الهُويَّة البصرية للحملة( قمصان - مظلات – أوشحة - .......إلخ).
- محاضرون ومدربون.
- تخصيص أماكن ومواقع للزيارة، وأخرى للتشجير.
- خرائط جغرافية.
- شتلات، وبذور.
ويمكن أن تساهم هذه الحملة في زراعة المناطق المكشوفة الواسعة بالحبوب مثل الذرة و الدخن والشعير و القمح والفصوليا والفول السوداني و الهبيذ والبطيخ، خاصة أن لدينا مساحات شاسعة من الأرض غير المأهولة، يمكن أن تغني السوق الوطني بقليل من الجهد والتكاليف لو أحسن التخطيط والتنفيذ و الرقابة.
ينبغي أن لاتنحرف الحملة عن أهدافها فيتغول البعض في الاستيلاء على الأر ض بالحيلة والوسيلة، فهدف الحملة هو التشجير المقاوم للتصحر، والحصول على بعض المكاسب الغذائية التي تساعد في تأمين الوطن من أن يظل عبئا على دنيا الناس.
والشيء الأهم هو زراعة الأشجار المحلية والابتعاد عن تلك المؤذية للبئية مثل " كرون لمحادة" فيكفينا شجرنا ونباتنا من الطلح والسدر وتيشط( الهجليج) واروار ( القتاد) و تتارك(المرخ) وامركبه( الثمام) والبشام( آدرس) و الغضى( آمور)، , أوراش ( الأرطى)..
ويمكن خلق غابات صناعية من الأشجار والنباتاالمحلية عبر تنمية شتلاتها في مركز البحوث بالعاصمة وبكيهيد، وعبر عمليات البذر الجوي الذي أثبت نجاعته خلال العقود الماضية رغم محدودية البرنامج.
ويرى الخبراء أن من أبسط أضرار التأخر في إنشاء صندوق الزكاة من طرف الحكومة هو عدم التمكن من استغلال هذا الموسم الجميل في تمليك المواطنين الفقراء بعض الأغنام والأنعام لتنميها في مناطقهم التي حباها الله بماء منهمر وغيث مبارك بعد سنوات شداد اختفى فيه الزع وجف فيها الضرع، نسأل الله تعالى أن ينبت لنا الزرع وأن يدر لنا الضرع وأن يخرج لنا من بركات السماء ولأرض.