الحديث يتصاعد في بعض الأوساط المغربية الخاصة عن عملية خاطفة لتمشيط المنطقة ما بين الگرگرات والحدود الموريتانية باتجاه الگويرة.
ولأن خطوط التماس ومناطق التوتر تتطلب إدارتها في العادة كثيرا من الحكمة وضبط النفس، بعيدا عن جموح ضابط يغريه النجاح المحدود في عملية محدودة بالمغامرة أبعد.
وسواء صح هذا الحديث أم كان مجرد إشاعات مغرضة، فإن الدخول إلى لگويرة سيشكل عملا عبثيا إستفزازيا، بعيدا عن كونه إعتداء على قوات موريتانية موجودة بأرض متنازع عليها وبمقتضى توافقات دولية ترعاها الأمم المتحدة وتباركها.
أما نتائجه فلن يكون أقلها إغلاق معبر الگرگرات نهائيا، ووقف حركة التبادل البري عبره، وسيشكل مبررا كافيا لتتخلى موريتانيا عن حيادها الإيجابي في هذا النزاع، وهو ما قد يدفع إلى خطوات أقلها العودة بالنزاع إلى مربعه الأول، وفتح ملف الحدود التي ترسمها اتفاقية مدريد 1975 وظهير 16 إبريل 1976، وهذا في أفضل الأحوال.
حكمة الحكماء تشير إلى أن لدينا الكثير من الخطوات التي قد يساعدنا القيام بها على تنفيس أوضاعنا الداخلية الصعبة دون اللجوء إلى مغامرات غير محسوبة العواقب.