أكّد رئيس الهلال الأحمر التونسي عبد اللطيف شابو أنّ عائلات بأكملها أصبحت تهاجر خصوصا في ظلّ المتغيّرات التي شهدتها ظاهرة الهجرة من ناحية الكم والكيف، حيث شهدت الهجرة نسقا تصاعديا وأصبحت مختلفة عمّا كان يعاينه الهلال الأحمر التونسي منذ 10 سنوات أو 15 سنة، والآن هناك عائلات بأكملها تهاجر، نساء حوامل وأمهات يهاجرن صحبة أبنائهن دون أب،أطفال يهاجرون دون عائلاتهم، وفق قوله.
وأوضح الشابو في تصريح لإذاعة موزاييك أف أم التونسية، أن مفاهيم الهجرة تغيرت من ناحية البلدان نفسها حيث كانت هناك دول مصدرة للهجرة ودول مستقبلة للمهاجرين ودول للعبور، إذ كانت تونس على سبيل المثال بلد عبور للمهاجرين الأفارقة فقط وأصبحت بلد لجوء وتوطين للبعض الذين يرومون الاستقرار وعبور لمن يريدون مواصلة الطريق نحو شمال المتوسط.
وبيّن رئيس الهلال الأحمر التونسي أنّ تونس الموجودة على خطّ التماس والتي تمثّل الحارس لحدود إفريقيا الشمالية تتلقى جحافل من المهاجرين وهو ما يجعل على عاتقها مسؤولية إنسانية كبرى خصوصا في ظلّ تواصل حالات الغرق على سواحلنا والمصابين على البواخر التي تستقبلها تونس وهو ما يستدعي التدخّل بطرق أخرى تقوم على المقاربة التنموية خصوصا وأنّ المسألة لم تعد مسألة مغامرة وهجرة موسمية فقط، فبعد أن كانت تسمى هجرة الصيف أصبحت الآن رحلة الشتاء والصيف وكافة فصول السنة.
وأكّد عبد اللطيف شابو ضرورة مراجعة طرق معالجة ملف الهجرة جذريا خصوصا وأنّه ليس اقتصاديا واجتماعيا فقط، وإنّما إنساني كذلك وهو ما يستدعي الربط بين التنمية والهجرة من منظور أنها تحدي مستدام يتطلب وضع حلولا مستدامة ضمن مقاربة إفريقية لسياسة الهجرة.
بوابة إفريقيا الإخبارية