تبلغ مساحة مدينة نواكشوط حسب أرقام وزارة الإسكان والعمرانة والاستصلاح الترابي، 1700 كيلومتر مربع، ولكونها تقع ضمن منطقة "افطوط الساحلي" ذات التربة الملحية "المشبعة أصلا" بالمياه، ونظرا لانعدام نطام فعال للصرف الصحي، بعد ما تآكلت نواته المشيدة أوائل الستينيات، فأصبحت المدينة تسبح على بحيرة من المجاري، والمياه المستعملة والعادمة.
ومع تساقط الأمطار ليلة البارحة، استيقظ سكان المدينة، على منازل تغمرها المياه، وكثير من الشوارع مغلقة بالبرك والمستنقعات، كما حاصرت المستنقعات والبرك بشكل جزئي أسواق "كابيتال" والسبخة والميناء وعرفات ودار النعيم وغيرها، وتعطلت مقاطع من خطوط المواصلات المعتمدة أساسا على " سيارات الأجرة: أو " تاكسي صاندوش" كما يطلق عليها سكان نواكشوط، وبادر بعض الناقلين الى استغلال الأوضاع المناخية الطارئة، فضاعفوا من أسعار النقل، بين المقاطعات،
أما بعض الملتقيات فقد تحولت الى ما أسماه بعض المدونين ب"التامورت"،فأطلقو مثلا على ملتقى مدريد: "تامورت مدريد"
وتفاوتت الأوضاغ بين أحياء نواكشوط في درجة الكارثة، فالمناطق المنخفضة، أو الواقعة أصلا في وهاد أو منخفضة بشكل أكبر عن مستوى سطح البحر كانت هي الأسوأ، بينما كانت المناطق المرتفعة أو التي تقع على التلال الرملية، الأقل عرضة لغمر المياه للبيوت والشوارع،
وسجل بعض المراقبين والسكان فشل المكتب الوطني للصرف الصحي في خطته المرسومة لمواجهة موسم أمطار غير مسبوق منذ عقود، رغم زيادة الميزانية،واقتناء بعض صهاريج شفط المياه، ووعود الوزير الأول محمد ول بلال، أن الحكومة اتخذت إجراءات عاجلة لتصريف مستنقعات الأمطار، عن مختلف أحياء نواكشوط.
صحيج أن التيار الغربي "الساحلية" فت كثيرا في عضد العاصفة الرعدية، وبدد شملها، وحد من سرعتها وأنهكها، فلم تصل نواكشوط إلا منهكة "
لكن مع ذلك ظلت تدخلات الصرف الصحي محدودة الأثر، وظلت بعض المناطق بوضعية مزرية وغير مناسبة، ممايحتم تغيير الخطة ورفع وتيرة التدخل والاسناد وربما الاستعانة بجهات أكثر خبرة وفاعلية.
فهل تدرك المؤسسات الخدمية أنها بعملها هذا تتخادم ضد رئيس الجمهورية وسمعته وبرنامجه وإنجازاته.