ألغى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة اجتماعاً كان مقرراً أيلول/ سبتمبر المقبل في الرباط مع المفوض الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، معتبراً أن ذلك “غير مناسب”.
ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية عن مصادر دبلوماسية قولها إن الوزير المغربي ألغى الاجتماع المقرر دون إبداء أسباب هذا القرار، فيما رجح مراقبون أن يكون الإلغاء مرتبطاً بتصريحات بوريل حول قضية الصحراء.
وكان المفوض الأوروبي قال، في حديث صحفي، إن موقف إسبانيا من نزاع الصحراء هو موقف الاتحاد الأوروبي، أي الدفاع عن تنظيم استفتاء من أجل إتاحة الفرصة للشعب الصحراوي لاتخاذ قرار بشأن مستقبله.
وقوبل هذا التصريح باستنكار من لدن وزير الخارجية المغربي، حيث وصف كلام بوريل بـ”الزلة”، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه، الخميس المنصرم، في الرباط مع نظيرته الألمانية أنالينا بيبوك.
وكان بوريل قد اعتبر في تصريح للتلفزيون الإسباني، أن “دول الاتحاد الأوروبي ومن ضمنهم إسبانيا لم تغير من موقفها من قضية الصحراء وهو المتمثل في دعم إجراء استفتاء تقرير المصير كحل للنزاع”.
وفي تعليقه على تصريح بوريل، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن التصريح الأخير للممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة، حول الصحراء المغربية، استقبله المغرب بنوع من الأسف، لأنه لا يعكس موقف إسبانيا ولا الاتحاد الأوروبي.
وأضاف بوريطة خلال مؤتمر صحفي جمعه بوزيرة الخارجية الألمانية، الخميس، أنه دار بينه وبين بوريل حديث مباشر وقدم توضيحات، وأدلى بتصريح مغاير لوكالة الأنباء الإسبانية، في اليوم الموالي.
وأوضح أن القطاع الخارجي للاتحاد الأوروبي أدلى بتصريح وضح فيه موقفه، حيث أن الاتحاد الأوروبي يدعم جهود الأمم المتحدة، ويثمن الجهود ذات المصداقية التي يبدلها المغرب في إطار الحكم الذاتي، ويدعم حلا سياسيا عمليا وواقعيا في إطار الأمم المتحدة، ويدعم كذلك جهود المبعوث الشخصي للأمين العام، ستيفان دي ميستورا.
وزاد الدبلوماسي المغربي، أنه بقدر ما تأسف المغرب على تصريح بوريل، والذي لا يعكس لا موقف إسبانيا ولا الاتحاد الاشتراكي، بقدرما بينت التوضيحات بعد ذلك بأن الأمر يتعلق بعثرة لسان لجوزيب بوريل.
وفي آخر موقف له، أعرب الاتحاد الأوروبي، الخميس الماضي، عن دعمه لحل سياسي عادل، واقعي ومستدام، ومقبول من كلا الطرفين لقضية الصحراء، وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لاسيما القرار 2602، مع الأخذ علما، على نحو إيجابي، بالجهود الجادة وذات المصداقية المبذولة من طرف المغرب قصد تسوية هذا الخلاف.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم ممثل الاتحاد الأوروبي السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نبيلة مصرالي، إنه “وكما كرر ذلك (…) الممثل السامي للاتحاد الأوروبي/نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، باستمرار، فإن موقف الاتحاد الأوروبي واضح ويقوم على الدعم القوي لجهود الأمين العام للأمم المتحدة الرامية إلى التوصل لحل سياسي عادل، واقعي ومستدام، مقبول من كلا الطرفين لقضية الصحراء، وذلك على أساس التوافق ووفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي، لاسيما القرار رقم 2602 المؤرخ بـ 29 أكتوبر 2021”.
وفي سياق التعليق على التصريحات التي أدلى بها رئيس الدبلوماسية الأوروبية لوسائل إعلام إسبانية، أوضحت المتحدثة الرسمية في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن موقف الاتحاد الأوروبي تم تفصيله ضمن الإعلان السياسي المشترك بين الاتحاد الأوروبي والمغرب ليونيو 2019، والذي أخذ علما، على نحو إيجابي، بالجهود الجادة وذات المصداقية المبذولة من طرف المغرب، كما عكس ذلك القرار رقم 2602.
وأضافت أن “الاتحاد الأوروبي يظل ملتزما على نحو راسخ بدعم عمل الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، ويشجع جميع الأطراف على الالتزام إلى جانبه من أجل استئناف العملية السياسية”، مؤكدة على “أهمية الحفاظ على استقرار المنطقة من خلال المزيد من الحوار وعبر اعتماد مقاربة بناءة”.
يذكر أن القرار 2602 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يؤكد على “استمرارية” مسلسل الموائد المستديرة – بمنهجياتها وأطرافها الأربعة – المغرب، الجزائر، موريتانيا و”البوليساريو”، باعتبارها الإطار “الوحيد والحصري” لتسوية الخلاف الإقليمي حول الصحراء المغربية.
ووفق هذا المنظور، ومن خلال تجديده التأكيد ضمن قراره الـ 18 تواليا على أسبقية، جدية ومصداقية المبادرة المغربية للحكم الذاتي، يؤكد مجلس الأمن على أن الحكم الذاتي يعتبر وسيظل الحل النهائي لهذا الخلاف الإقليمي. إقرأ المزيد : https://al3omk.com/773992.html
بوابة إفيريقيا الإخبارية+العمق المغربي