موقع الفكر: مراجعة البرامج التعليمية هل هي استجابة لحاجة وطنية أم تناغم مع جهات دولية؟ أم استدرار للتمويل؟
ممد بن أحمد: التعليم في وضع صعب وهو يعكس حاجة المجتمع من حيث الحاجة للإصلاح ولكن القائمين عليه لا يجدون ما يكفي من الموارد للقيام بالإصلاح وقد لا يتلقون الإعداد الجيد الذي يمكنهم من القيام بهذه المهمة. وكما قال وزير التهذيب مؤخرا فإن 4% من الطاقم التدريسي هم المؤهلون للقيام بمهامهم، وهذا يعود إلى السلطة لأنها المسؤولة عن التسيير والرقابة، والمجتمع مجتمع مستضعف يرضى بما هو موجود. والمجتمع بمختلف فئاته وجهاته ومختلف مفكريه يجب أن يفكر فيما يريده أولا.
والمراجعة التي يتم القيام بها تكون أحيانا تقتضيها الحاجة وأحيانا لا تقتضيها ولقد طال عهدي بالمعهد فقد غادرته منذ ثلاثة عشر عاما.
ولكن أعلم أنهم مقتنعون بإصلاح التعليم وجادون في عملهم ولكن لم تتوفر بعد لهم الشروط اللازمة لإصلاح التعليم، والوزير الحالي وزير شاب ولديه الأهلية المهنية والأكاديمية لإصلاح التعليم ولكن هل تتوفر لديه الأطقم والموارد الكافية لإصلاح !! والمشكلة تعود كذلك إلى المجتمع.
موقع الفكر: ما الأسس الموضوعية والفنية اللازمة كي يبلغ الإصلاح غايته؟
ممد بن أحمد : يجب أن نعود إلى السياسة أولا فيجب على المهمتين بهذا البلد أن يتداعوا إلى نقابة أو حزب أو هيئة أو تجمع معين وهذه الهيئة هي التي تفرز الحاجيات الموضوعية لكي تخرج بالمطالب الأساسية ويخرج من بينها مجموعات من ذوي الخبرات فالخطة يجب أن تأتي من الساسة وليست من التكنوقراط الذين لا يعرفون ما يريدون.
موقع الفكر: هل المشكل اللغوي مشكل تربوي أم سياسي؟
ممد بن أحمد: مشكل سياسي، وحله سهل إن وجد الإرادة فزنوج موريتانيا كانوا في القديم يكتبون باللغة العربية فلو وجدوا من يساعدهم ويتعاون معهم ويشرح لهم لحل هذا الإشكال بكل بساطة. والكلام باللغة العربية عم في هذه البلاد وكثير من المشرفين على القضايا العامة لا علم لهم بها وبالتالي لا يمكنهم حل إشكالاتها. فلا ينبغي أن يمارس الشخص غير تخصصه لأن ذلك يضره ويضر التخصص ثانيا.
موقع الفكر: تدني مستوى جامعتنا التي تحتل ذيل الترتيب العالمي هل له علاقة بالفشل في إدارة التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي أم يدل على فشل في إدارة وتخطيط وتمويل قطاع التعليم العالي؟
ممد بن أحمد: كلا الأمرين صحيح فالتعليم العالي جديد عندنا ويحتاج إلى كوادر ذات مستوى عال، كما أن أصحابه لا يمكن أن يؤسسوا إلا على معطيات التعليم الثانوي والإعدادي والابتدائي، ويجب علينا توفير الشروط اللازمة لإصلاحه وننتظر النتيجة، والنتيجة لا ينبغي أن ننتظرها عند البداية بل يجب علينا الانتظار حتى النهاية.
موقع الفكر: هل تخضع المدرسة الفرنسية لرقابة الدولة الموريتانية؟
ممد بن أحمد : عدم الرقابة على المناهج أمر لا ينبغي وقد أصبح التعليم عندنا فوضى؛ يمارسه ويستثمر فيه كل من هب ودب وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على استشراء الضياع للأسف، فلا ينبغي أن يعلم شبابنا غير تراثنا وثقافتنا ولا ينبغي أن يقدم تعليم غير مراقب.
وهذا من أسوأ ما مررنا به في تاريخنا ويرحم الله الرئيس المختار بن داداه رغم ضعف دولتنا آنذاك كانت المدرسة مدرسة وطنية وكانت وتراقبها مجموعة من ذوي النيات الحسنة، وكانت تشرف على تعليمنا.
فترك المناهج غير مراقبة يدرس فيها كل من هب ودب جريمة في حق هذا الشعب.
موقع الفكر: ما تعليقكم على وجود الجامعة خارج المدينة في حين توجد الثكنات العسكرية في قلب المدينة؟
ممد بن أحمد : سبب هذا الأمر هو انعدام التخطيط، وقد قام به ولد عبد العزيز وقال إنه قام بشيء لم يقم به أحد سواه وصدق في هذا؛ لأن هذا الفعل خطأ غير مسبوق، ومع ذلك يجب أن نتعاون مع هؤلاء كي لا نتعرض لشيء أسوأ مما نحن فيه الآن.