زيارة وزير الخارجية الأميركي بومبيو لإسطنبول للقاء بزعماء الكنائس المسيحية تبين هوية الولايات المتحدة باعتبارها دولة مسيحية تهمها بالدرجة الأولى حقوق المسيحيين وحمايتهم.
يجب أن يسأل بومبيو نفسه كيف ظلت إسطنبول مقرا لأكثر أساقفة الأرثوذوكسية الشرقية نفوذا في العالم، وكيف استمرت بطريركية الأرثوذوكس تمارس إشرافها على شؤون الديانة الأرثوذوكسية من قلب أراضي المسلمين.
المسلمون حموا الأرثوذوكس وغيرهم من الملل النصرانية التي كانت تعيش تحت سلطتهم، حموهم من أن يبطش بعضهم ببعض، ولولا ذلك لما بقيت كنائس كثيرة مثل الكنيسة الأرمينية وغيرها.
واليوم يعترف البلغار والرومان وغيرهم بأن فترة الحكم العثماني كانت من أفضل فترات الحرية الدينية، وبعد أربعة قرون من الحكم العثماني استقلت اليونان دولة أرثوذوكسية كما كانت يوم دخلها العثمانيون؛ لأن المسلمين لم يعقدوا قط محاكم تفتیش ولا أجبروا أحدا على اعتناق الإسلام قهرا.