أطلق عنانك في المديح و ردّد
أهلا و سهلا بالربيع وغرّد
وافَى ربيعُ المصطفى يا مرحبا
بُشرَى لنا بطلوعه المتجدِّد
أهلا بمولد صفوة المولى الذي
من نوره قد ضاء شهر المولد
نورُُ أطلّ على الأنام مبَشِّرا
وبنوره كلُّ العوالم تهتدي
لم يخلق المولَى عظيما مثلَه
أنى يُبارَى في العلا والسُّؤدد
عن وصفه ضاق المدى من شاعر
عَظُم المَقامُ عن المدى يا سيدي
خلق عظيم زانه بمناقب
نسبُُ علا فوق الذُّرَى والفرقد
ساد الأنامَ بعدله وبحلمه
وعطاؤه سَحُّ السحابِ المُسعِد
الرحمة المهداة غيث للورى
والنعمة المسداة ليث المرصد
قد قلّدته الشمسُ في إشراقها
شتّانَ بين مُقَلَّد ومُقَلِّد
والبدر دون مَقامه وجماله
شتان بين مُمَوَّهٍ وزبرجد
كلُّ المآذن بالأذان تُجِلُّه
رفَع الأذانُ مَقامَه بتشهُّد
والحُبُّ يُعرَف باتّباع خصاله
بحر المعارف والعلوم الشّرد
وله الوسيلةُ والشفاعةُ يومَ لا
يُلفَى شفيعُُ غيره في المشهد
ولنا الجنان بيُمنه قد فُتِّحت
وبحوضه نُسقَى زلالَ المورد
من راء وجهك لو مَناما يَكتَفي
حسناوهل في الناس مشبه أحمد؟!
المرسَلون به اقتدوا لما سرى
أنعِم بذاك المقتَدَى والمقتدي
ياخيرَ من جاء البريةَ مرسلا
بالنور من بيت كريم المحتد
ياسيدَ الكونين ياعلَمَ الهُدى
نفسي الفدا خذني إليك وخُذ يدي
مالي سواك مُؤَمَّلُُ يا سيدي
أنت الملاذُ لنا بيوم الموعد
إني بحب المصطفى مستفتِح
فهْو المُعَدُّ لكل باب موصَد
إنّي بحبّ محمّد ومديحه
متوَسِّلُُ وأروح فيه وأغتدي
فمديحُه طوقُ النّجاة وقدوتي
حسّانُ مَن كأبي الوليد الأمجد؟!
ما إن مدحتُ محمدا بقصيدتي
لكن مدحت قصيدتي بمحمد
وجعلته دون المكاره موئلا
حصنا منيعا دون حقد الحقد
حقِّق رجاءَ المسلمين بجاهه
فهو المُرَجَّى للشفاعة في غد
والله يكلؤنا، ويمحو حوبَنا
عنّا و يَعصم من شرور الحسّد
ثم الصلاة على النبيّ محمد
والآلِ من بهم تمامُ المقصد.ٍ
محمد سالم بن محمد عبد الله بن أحمد اجويد
غرة ربيع الأول 1444 ه) free