د. ديدي بن السالك لموقع الفكر: أزمة التعليم في أن كل الإصلاحات التي تمت فيه كانت  قرارات سياسية ارتجالية تراكم الفشل

موقع الفكر: ما سبب الاختلال الحاصل في التعليم؟

د. ديدي بن السالك: أزمة التعليم في أن كل الإصلاحات التي تمت فيه كانت  قرارات سياسية ارتجالية تراكم الفشل  زاد على ذلك إهمال العنصر البشري من معلمين وأساتذة زاد على ذلك أيضا  الفساد الإداري والمالي في هذه المؤسسات؛ وبالتالي أصبح هناك فساد في المعلمين، وانتشر الغش، وحتى إن المدارس العمومية لم تعد فيها خدمة التعليم أصلا، وما هو موجود من التعليم هو في جزر معزولة في القطاع الخاص أو في المدارس الأجنبية، وبالتالي وقع الفشل المدرسي فانهارت البنى التحتية رغم بناء بعض المدارس في العقود الماضية وإهمال الموارد البشرية أدى إلى ترهلها وخروج الكفاءات منها، فتم تعيينها في قطاعات أخرى أو تسربت وصار عندنا 75 إلى 77% من المدرسين في التعليم الابتدائي والإعدادي غير قادرين على القيام بواجباتهم بما أنهم عقدويون لم يتلقوا التكوين اللازم ومن كونوا ذهبوا إلى قطاعات أخرى أو جرفهم الفساد والبنية التحتية منهارة والمعنويات منهارة والإدارة غائبة لعدم كفاءتها، وما لم نضع استراتيجية لإصلاح التعليم تقوم على العناية بالعنصر البشري ماديا ومعنويا وتأهيله وتأهيل البنى التحتية  وتحديث المناهج و مواكبتها لتطور العالم واستخدام التكنلوجيا سيبقى التعليم يدور في نفس الحلقة مع مشكل الهوية ومشكل اللغة الذي صاحبه منذ نشأته فمشكل التعليم يتداول سياسيا ولا يتداول علميا وتربويا، والمفروض أن تعالج اختلالاته.

وإذا أردت أن تصلح أي قطاع من قطاعات الدولة فإن عليك أن تصلح التعليم وإذا لم يصلح فستفسد كل القطاعات كما هو الحال الواقع الآن وإذا أردنا إصلاحه كما قلت لا بد من التركيز على إصلاح العنصر البشري من حيث جعله في أوضاع مادية مريحة وتحسين مستواه المعرفي وإعادة الاعتبار النفسي له وهذا هو المحور الأول.

 والمحور الثاني هو حسم مسألة الهوية التي أنهكتنا من التعريب والفرنسة والتردد بينهما والمحور الثالث تحسين البنى التحتية وتزويدها بتكنلوجيا الاقتصاد الرقمي والإجابة على سؤال كبير لا يمكن أن نجيب عنه إلا إجابة علمية ما هو الجيل الذي نريد لموريتانيا بعد عقدين أو ثلاثة  من الزمن؟

 وإصلاح التعليم يحتاج إلى كثير من الموارد وكثير من الإرادة.