إسماعيل بن يعقوب بن الشيخ سيديا لموقع الفكر: ما دمنا لم ننجز المدرسة الجمهورية فنحن أمام معضلة في المخرجات

موقع الفكر: ما تقويمكم لواقع التعليم في موريتانيا؟

إسماعيل بن يعقوب بن الشيخ سيديا: لا يمكن إصلاح التعليم الموريتاني بدون إنفاق الأموال، بمعنى أننا ما دمنا لم ننجز المدرسة الجمهورية فنحن أمام معضلة في المخرجات ،فلدينا نسبة فقر عالية ونسبة التسرب المدرسي عالية أضف إلى ذلك أن رواتب المعلمين والأساتذة زهيدة جدا، وليس هنالك سكن خاص بالطلاب فتنبغي إعادة المدارس الداخلية  مثل ما هو الحال في "غانا" و"كينيا" ،وهي مستعمرات إنجليزية وكما كان الحال في موريتانيا إبان الستينات والسبعينات بحيث تصبح الجمهورية هي من يوفر للتلميذ الغذاء من صغره، وهي من يوفر له الدواء والأدوات المدرسية، حينها سنتخلص من كثير من معوقات التعليم وسنتحول خلال أربعة عشر سنة إلى مجرد رقم بدلا من فرد في قبيلة أو عرق؛ ولذلك تجد أن جيل السبعينات الذي درس فيما يعرف بالمدارس الداخلية أقل تقوقعا على الذات من الأجيال اللاحقة  المتقوقعة على ذاتها ،وأكثر قدرة على التعايش وأكثرارتباطا بمفاهيم الدولة وقد تكون الأجيال المتأخرة أكثر إدراكا وكفاءة وأتم نظرا؛ لأنه كما يقال "المتأخر أتم نظرا" ولكنهم ليسوا أكثر وطنية من سلفهم.

وإذا تم الاستثمار في المدرسة الجمهورية سواء ما يتعلق بالمنهج أو المصادر البشرية أو البنى التحتية فسنتجنب التسرب وضعف نسبة التمدرس؛  ولأنه من الأهداف الاستراتيجية مراعاة خصوصية البنات في المجتمع؛  لأن البنت لا يمكن أن تسير كيلومترين يوميا خوفا أن تتعرض للاعتداء في الطريق، وإذا توفرت المدارس وروعيت خصوصية البنت في المسكن والمدرسة وفي قاعات الرياضة الخاصة بالبنات وفي المرافق الصحية الخاصة بالبنات يمكن أن نوفر فرصة أكبر لبقاء البنات في المدارس لفترة أطول، لأن تمدرس البنات جزء أيضا  من الركائز؛ لأنك إذا كونت بنتا متعلمة فأنت بالضرورة كونت جيلا متعلما، وأخطر ما يهدد التعليم في موريتانيا هو تسرب البنات؛ لأن المرأة في النهاية هي الأم وما دامت الجمهورية تتقاعس في تعليم البنات ،فهي بالضرورة متقاعسة عن تعليم الرجال ويمكن أن نعطي مثالا على الثورة في تونس ،فلما كانت المرأة متعلمة كانت خسائر الثورة أقل ،واستطاعت المرأة لجم الرجل سواء كان زوجا أو ابنا فأسقط التونسيون الدكتاتورالتونسي وعادوا إلى بيوتهم ولم تنجح الثورة المضادة بسبب تعلم المرأة.