كتب لمرابط ولد الدياه قال

حدثني الشيخ الجليل التلميدي بن عبد الله في مكة المكرمة قال حدثني الشيخ محمد المختار بن المجتبى أنه حدثه محمد الأمين بن محمد محمود بن آبيه قال مررت وأنا في رفگه ضحوة يوم شتوي بمدينة أبي تلميت فإذا بكل ساكنتها قد تجمهروا عند الطب "لبطان" فاستخبرت عن الأمر؟ فقالوا "الطب" فيه "خيت الناس" جاءت من البادية للعلاج، وكانت حينها عجوزا فانية، وخيت الناس امرأة من قبيلة "لمرادين" فائقة الجمال أحبها الشاعر الكبير محمدو ولد محمدي العلوي وشاع ولعه بها وذاق قلبه من هواها مالم يذقه فتى من هوى يقول محمدو ولد محمدي فيها:
ما ذاق قلبُ محب من هوى العين :: ما ذاق قلبيّ من إحدى "المرادينِ"
أمسى أخوك بها من بعد رجعته :: عن الصبا عينَ ساهي العين مفتون
وددت لما رمت قلبي لواحظها :: لو أنها بمواضي النبل ترميني
فليسترح من عناه أن يحذرني :: من لايحاول بالتحذير يغريني
إن كان ذلي وهوني في مودتها :: فعز أهل الهوى في الذل والهون
أو كنت حدت عن النهج القويم ألا :: إني درجت على نهج المحبين
إن لم يصب حبُها جسمي بمعضلة :: إني لفي خطر منها على ديني
ويقول فيها:
فيمن أهيم بها لاموا ولو هاموا :: بمن أهيم بها يوما لما لاموا
هام الفؤاد بمن لولا ملاحتها :: ما سفهت من ذوي الأحلام أحلام
هام الفؤاد بخيتِ الناس بحت بها :: إذ في الكناية تلبيس وإبهام
هام الفؤاد بمن من برح ذكرتها :: للعين والقلب تهمال وتهيام
بها تسليت عن ليلى وهندَ وعن :: أسما وسلمى وأشهادي بذا قاموا
تلك التي من لماها مسني لممٌ :: بادٍ ومن سقم الأجفان أسقام
من هاب وصل حبيب للملام ألا :: إني عليه وإن لاموا لمقدام
وإن صحا كلفٌ عن من يهيم به :: فلي حياتي بخيتِ الناس تهيام
بعضَ الملام فلي عن لومكم صمم :: ما في الهوى للفتى عارُ ولا ذام
راموا أن أسلو خيتَ الناس إذ جهلوا :: ما بي، لمن أصعب الأشياء ما راموا
قبلي قد اعتام أهلُ الحب قاطبة :: فِعْلي، وإني لمُعتامٌ لما اعتاموا
قالوا اقتدِهْ بذوي الأحلام قلت لهم :: للجهل قوم كما للحلم أقوام
إن تمنع الوصل أيامٌ لنا فعسى :: أن تمنح الوصل للمشتاق أيام
وحكى عبد الله ولد المختار ولد إبوبي أن ول محمدي زار محظرة العلامة امحمد بن الطلبه اليعقوبي وكان جالسا قرب نار للتلاميذ موقدة للتكرار ودَيّر امحمد بن الطلبه في عظمه وكمى فقال ول محمدي لولد الطلبه "كميني" وكان محمدو حديث السن حينها وامحمد شيخا كبيرا فرد عليه أنت زاوي ولَ حساني فأجابه محمدو أنا زاوي، قال امحمد "گدّك من الزوايا مافات گال مطلع زين مايكمي في اشروطي": قال ول محمدي أنا القائل:
فيمن أهيم بها لاموا ولو هاموا :: بمن أهيم بها يوما لما لاموا
هام الفؤاد بمن لولا ملاحتها :: ما سفهت من ذوي الأحلام أحلام
هام الفؤاد بخيت الناس بحت بها :: إذ في الكناية تلبيس وإبهام
فاهتز امحمد طربا وقال: هاك اكمي والحمد لله أنك لست في زماني.
وذات سانحة قدمت مريم منت اباه من التيشطيات لزيارة التاگلالت فتنادى النساء لرؤيتها، لرؤية تلك الأبنوسة التي ذهبت بنصيب الأسد من إغنَ أحمدو سالم ولد الداهى وشنت عدوانا على النساء ليس دون العدوان الثلاثي وقامت في الجمال بثورة فاقت ثورة جمال عبد الناصر في مصر يقول أحمدو سالم :
يَ امريم منت اباه طيت :: اغنايَ لك و إلّي ابغيت
انتِ، بيّ انتِ مااتليت :: الناثِ عندي ناثِ
ويلَ ريتك راني اسعيت :: و اعلَ أثر الناثي حاثِ
ويلَ ماريتك ذاك هون :: اعليانَ و الناثي
عدوانْ ءُلاهُ جايْ دون :: العدوان الثلاثي
ويقول :
امريم منت اباه جات :: لعلياتْ احذيان
گامت تظحك مودعات :: لعليات إلملان
ويقول:
فطرك يمريم كيف أفطار :: أصحابْ الجلالَ لكبار
اخلطتِي لحمارْ ابلخظار :: والمعنَ هوّ والنصرَ
جيتِ ل اللامَه لصفرار :: والحگتِ گدامك حصرَ
واكصرتِ لين ا گدات النار :: فالحصرَ ماخلگت حصرَ
والفطرْ الزين ابگيتي بيه :: افنصرَ تعگبها نصرَ
وامتن ثورتْ جمالك فيه :: من ثورة جمالْ افمصرَ
وحدّث رجل من أهل المير عن رجل أدرك "رائعة منت البار" معشوقة ول سعيد ولد عبد الجليل، قال لم تكن رائعة منت البار فائقة الجمال لكن كان لها منطق جميل وصوت رخيم في منتهي الروعة فكان سر جمالها صوتها الرخيم في الحديث العادي فكأنما عناها كثير عزة بقوله :
رُهبانُ مديَنَ والذينَ عهدتُهُمْ :: يبكونَ مِنْ حذرِ العذابِ قعودا
لو يسمعونَ كما سمعتُ كلامَها :: خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعاً وسُجودا

كامل الود 

 من صفحة المدون x ول y