مساحات خضراء، وجداول مياه رقراقة، وأشجار باسقة، وحقول أزر تغمرها المياه في انتظار الحصاد، وطيور ترفرف بأجنحتها ناصعة البياض فوق تلك اللوحة الفنية الجميلة.... لم تعد منطقة "شمامة" غابات وأحراش كثيفة لا يكاد المرء يلتمس طريقها فيها، بل إن التوسع في استصلاح الأراضي للزراعة أوجد مسالك آمنة وشق طرقا معبدة في قلب الغابة...لكن التحول الأكبر يظل في توجه السكان إلى الاستقرار والتجمع في قرى عامرة ..تجد في جنباتها المساكن الواسعة ذات الإطلالة الفخمة على تراع وقنوات النهر، وكذا الخزانات الضخمة المرفوعة على أعمدة الأسمنت للآبار الارتوازية وحتى الساحات الجرداء المخصصة للعب والاستجمام... إن المناظر الخلابة في قرى "شمامه " لا تقتصر على الماء والخضرة، بل أيضا بساطة الحياة، وطيبوبة الساكنة، وبدائية وسائل العيش، رغم الخطوات الواثقة التي قطها اقريون على طريق التحضر والتمدن...