الدعوة إلى تحديد المفاهيم والمعايير والمواقف:
افتتح المناظرة الدكتور زكريا، وثنّى الشيخ الغزالي، وثلّثت بعده. وقد بدأت أناقش ما طرحه د. زكريا بالمنطق والحجة، وقلّ أن أناقشه بنصوص الشرع. ودعوت قبل المناظرة إلى تحديد المفاهيم، ثم إلى تحديد المعايير التي يحتكم الفريقان إليها. ثم تحديد المواقف.
وكانت الجماهير متجاوبة معي كل التجاوب، لسلامة منطقي، وقوة حجَّتي، ووضوح عبارتي، لا لأيِّ اعتبار آخر. وهو ما جعل د. زكريا يقول بعد ذلك: إني خاطبت مشاعر الجمهور العاطفي، ووالله ما خاطبت إلا العقول، وما استخدمت غير الحجَّة والبرهان. وقد شهد أهل الرأي والفكر الحاضرون بذلك.
كتابي «الإسلام والعلمانية وجها لوجه»
وقد سجلت هذه الندوة في أشرطة فيديو وكاسيت، وأذيعت على نطاق واسع. ثم رأيت أن الكتابة في هذا الموضوع أصبحت فريضة عليّ، فكتبت في ذلك: كتابي «الإسلام والعلمانية وجهًا لوجه». ناقشت فيه القضية من جذورها، وكان هذا الكتاب سلاحًا في المعركة المحتدمة من قديم وإلى اليوم بين الإسلاميين الذين يريدون الإبقاء على هوية الأمة وذاتيتها، وبين الذين يريدون أن يذوّبوها في غيرها.