حث شيخنا الندوي على زيارة الجامعة النظيمية:
في شتاء سنة 1986م زرت جمهورية سريلانكا، نزلت في العاصمة «كولومبو» ومنها اتجهت إلى زيارة الجامعة النظيمية، وهي جامعة إسلامية أنشأها التاجر المسلم المعروف، الحاج نظيم في إحدى نواحي سريلانكا.
وكان الذي حثَّني على زيارة هذه الجامعة وكرَّر حثَّه لي هو شيخنا العلامة «أبو الحسن الندوي» رحمه الله. فقد زارها من قبل وسُرَّ بها وبما تقدِّمه لأبنائها وبناتها، ورأى أن زيارة كبار علماء المسلمين ودعاتهم لها، تشدُّ أزرها، وتسند ظهرها، وتقوِّي أمرها. فلهذا أصرَّ عليّ أن أضع ذلك في برنامجي.
أبو الحسن الندوي بقية السلف الصالح:
والحقيقة أنني لا أستطيع أن أتأخر عن شيء يطلبه مني الشيخ الندوي، لأني أعتقد أنه رجل مبارك، وأنه ليس من أهل عصرنا المشغولين بالدنيا وزخرفها، بل هو من بقية السلف الصالح رضي الله عنهم، كأنما هو رجل جاء من القرون الإسلامية الأولى التي هي خير القرون، ليعيش في عصرنا هذا، عصر المادة والمنفعة. وأنا أتقرَّب إلى الله تعالى بحبه، كما قال القائل:
أحبُّ الصالحين ولستُ منهم لعلي أن أنال شفاعة!
زيارة الجامعة النظيمية:
ولهذا لم أتردد في الإسراع بزيارة الجامعة النظيمية، وقد ظللت في رحابها نحو أسبوع نائمًا في إحدى حجرها، فلم يكن هناك فندق قريب منها، وهي في قرية من القرى. وأنا بحمد الله لست من المترفين الذين نُشِّؤوا في الحلية، أو ولدوا وفي فمهم ملعقة من ذهب كما يقال، بل أنا ابن القرية والكتاب. كم نمت على المصطبة والحصير، لا على الديباج والحرير!
لذا لم أشعر بمعاناة، ولم أشْكُ من تعب بسكناي داخل الجامعة، أو قريبًا منها. بل كانت المنطقة منطقة ريفية رائعة الجمال، مكسوة بالخضرة والنّضرة، حافلة بأشجار جوز الهند «النرجيلة» والباباي، وغيرها من فواكه تلك البلاد اللذيذة والطيبة. وهي أشبه ما تكون بمنطقة «كيرالا» في الهند، أو «بنجلاديش».