في شاطئ الصيادين تتزاحم منافذ بيع المواد الاستهلاكية، ومحلات الحبال ومعدات تجهيز شباك الصيد، وصناعة الفخاخ في عرض البحر، فضلا عن محلات تخزين السمك، وطاولات عرضه للجمهور.
الشاب محمود أمبارك بائع بأحد محلات بيع المواد الاستهلاكية على الشاطئ يقول إن الشاطئ لم يعد حكرا على باعة السمك أو الثلج بل إن هناك حرفيين آخريين فرضوا وجودهم كباعة الحبال، ومواد البلاستيك التي تطفو على سطح البحر وتسمح بظهور بمراقبة شبابيك الصيد، وكذا محلات قطع غيار قوارب الصيد ومحطات البنزين وحتى طاولات بيع الأطعمة الخفيفة ومعلبات البسكويت.
على مقربة من المحل كانت ترسو إحدى شحنات السمك المثلج في طريقها إلى سوق السمك بالميناء، إنها الطريقة الأكثر أمانا لنقل السمك لكنها الأكثر كلفة على رأي بائعات السمك واللائي صرحن للفكر إن الطريقة الشائعة تظل طمر الأسماك في كميات من الثلج حتى تصل إلى وجهتها حيث تنقل على سطح سيارات الأجرة، أو العربات ثلاثية العجلات وحتى العربات التي تجرها الحمير.
لم يعد الشاطئ كما كان قبل سنوات فضاء مفتوحا تتزاحم في جنباته قوارب الصيد التقليدي وهي تلقي بحمولتها من الأسماك الطازجة ثم تولي وجهها عرض البحر في رحلة صيد أخرى، وسرعان ما يجذب رسوها عشرات الباعة والمصطافين، بل إن الدخول إلى الشاطئ أصبح من خلال حواجز ثلاث ترابط بها وحدات لاستخلاص الرسوم المقررة وهي مبلغ 200أوقية قديمة للسيارات، كما زود الشاطئ بنقطة أمنية من الدرك، وأخرى لخفر السواحل تسهران على ضبط الأمن، والتدخل في حال الطوارئ أو حوادث الغرق كما يشرح للفكر أحد رواد الشاطئ..
وفي الأيام الأخيرة تم ضبط إحدى عصابات الهجرة غير الشرعية حاولت إطلاق رحلاتها من هذا الشاطئ المزدحم لكن تم كشفها في اللحظات الأخيرة..
بائعة السمك كمبه كمرا قالت للفكر إن التنوع الكبير في معروضات الشاطئ والتي لم تعد حكرا على بيع السمك رغم أنه الخيط الناظم لكل الحرف والسلع المتوفرة أوجد فرص عمل للكثيرين، ونوع في مصادر الدخل، لكن المشكل يكمن في التراجع المريع في كميات الصيد التي تجلبها القوارب، وغلاء كلفة الخدمات المرتبطة ببيع السمك كالمواصلات مثلا، والثلج والحمل...مما أوصل أسعار السمك إلى مستويات غير مسبوقة رغم إن الكميات المصطادة هذا الأيام من أسماك "الياي بوي" تظل الأفضل وسعرها السمكة منها قد لا يتعدى 100أوقية قديمة على الشاطئ.
في عرض المحيط وعلى مقربة من الشاطئ، تتقاذف الأمواج قوارب الصيد الصغيرة التي تعمل كجسور لنقل الأسماك والصيادين إلى الشاطئ، فيما ترسو أخرى لتفرغ حمولتها من الأسماك وسط زحام وهرج ومرج من الباعة والصيادين.
إحدى البائعات كان تضع بين يديها وعاء أبلاستيكيا به كمية من الأسماك الصغيرة قالت للفكر إتها اشترتها لتوها من أحد الأطفال الذين يتلقون القوارب في عرض البحر، فيجود عليهم الصيادون ببعض سمكات بقذفها خارج المركب، وتكون الغنيمة أكبر عندما يجنح قارب صيد بحمولته، قرب الشاطئ، وفي مثل هذه النوعيات من الفرص لا حدود للأرباح على حد تعبيرها..
غير بعيد تستوقف أحد الصبية وهو يحمل كمية من هذه الأسماك تقدر بأزيد من 5 كغرامات لكن السعر المعروض كان كبيرا وهو 1500أوقية كبيرة، وهي التي اشترت قبل ساعات كمية أكبر ب500أوقية فقط، إنها فرص وغنائم البحر التي تعرف الحدود على حد تعبيرها..!!!
تركنا الشاطئ المزدحم وسط فوضى عارمة تختلط فيها أصوات الباعة، وصيحات الصيادين، وهدير الأمواج المتواثبة بعدما أخذ المد يمد أشرعته نحو اليابسة.