في الموضوع الساخن حول الطبقية والذي ما فتئ يطفوا على السطح في كل مناسبة.... أردت أن أسجل بعض الملاحظات:
1. جل المتبارين في الموضوع في وسائل التواصل الاجتماعي .... يعبر أغلبهم عن الفئة التي ينتسب لها ... ومن النادر أن تجد من يخرج عن ذلك التقوقع ليتناول الموضوع بشكل علمي بحت بعيدا عن تأثير الوسط الاجتماعي الذي ينتمي له.
2. أريد أن أأكد أن هذا التشنج والصراع الطبقي وأحيانا يمكن أن يطلق عليه العرقي.. غذته الديمقراطية التي كان حزبها عبر كل الأنظمة هو القبيلة.... والتي أتسمت بصفاتها القديمة من جهة والرفض الحاضر لتلك الصفات والقيم القديمة من جهة أخرى ... فالسياسة في ظل هذه الديموقراطية ذات السمة القبلية تعتمد سياية إقصاء الأخرين وعدم تقبل رأي المخالف... أو على الأصح المنافس على المال والسلطة التي يجلبهما التعيين أو الحصول على المزايا وصفقات الفساد .... وبالتالي يحاول البعض إيجاد مكانة داخل حزب االدولة (حزب الأسماء المتغيرة) من خلال مكانته في عهد السيبة والمبالغة في تلك المكانة ... ومحاولة إقصاء الآخرين .... الشيء الذي نتج عنه ردة فعل تمثلت في استحضار تلك المظالم القديمة في عهد الظلمات واللادولة ... وتبني تلك المظالم وأحيانا المبالغة في ذلك... كردة فعل تساوي الفعل وتعكسه في الاتجاه. ونتج ذلك بعض التشدد حتى وٌصف البلد أحيانا بتلك الأوصاف المعروفة.
3. إن التغير الذي حصل في المستوى المادي لكثير من الأشخاص في كل الاتجاهات ... في ظل الفساد وديموقراطيته... خطر على مستقبل البلد وأمنه واستقراره .. فلم يعد امتلاك المعارف والشهادات ميزة كما هوالحال في جميع الدول المحترمة بل إن هؤلاء حلقة مرفقة ضعيفة ليس لها تأثير...جزء منها يتبع للمتشبثين بالمورث الاجتماعي والبعض الآخر أصبح في دائرة ردة الفعل المتخذة من رفض ذلك الظلم القديم الجديد في ثوبه النفسي عنوانا لها ...
ومن هنا فإن وجهة نظري وقد تكون خاطئة... تتمثل في:
أولا: على الرشداء والحكماء أن يدرسوا الموضوع بنظرة علمية بعيدا عن حالة التشنج ليجدوا مخرجا للبلاد من هذا الأسر الذي وقعت فيه... بسب هذه الدائرة المغلقة من الفعل الخاطئ وردة الفعل الخاطئة...و التي يعززها ويغذيها الفساد ورموزه. وذلك بعقد ندوات فكرية بعيدة عن التجاذبات السياسية للخروج بحلول واقتراحات عملية.... حتى يتم إنقاذ الجميع من هذه الدعاية والوهم الذي يعيش فيه البعض.... سواء أولئك الذين دخلوا في نظرية هتلير بأفضلية العرق النازي... أو نظرية اليهود في كون اليهود شعب الله المختار أو مدرسة أبليس التي عنوانها أنا خير منه. أو أولئك الذين يلعبون على عواطف البعض بخطاب يطبعه التشنج ويحث في حالات منه مازالت نادرة لكنها قد تنمو... من الانتقام من ظلم الأجداد الذين رحلوا منذو سنوات...
ثانيا: على النظام أن يعي أن استغلال القبيلة من أجل التحكم في صناديق الاقتراع وأصوات الغالبية ستكون له انعكاسات خطيرة على الأمن ...بل إنه تأسيس لانضمامنا للدول الفاشلة ولو بعد حين.. لأن هذا الأسلوب جعل الغالبية محرومة من حقوقها بسبب الفساد ومؤسسته المهيمنة.... فالكثير من غير المتعلمين والفقراء والعاطلين عن العمل سيكونون هدفا سهلا للإرهاب لأنه سيوفر لهم فرصة عمل ويلبي حاجيات بعضهم النفسية وينصبهم أمراء ويتم غسل أدمغتهم والبقية معروفة...
كما أن تعاملنا مع العدو الخارجي ... الذي قد تزيد أطماعه خصوصا في ظل الغاز وقرب بلادنا من أهم الأسواق ومنافستنا للبعض ... يجب أن نحسن فن التوقع في السبل التي قد يتخذها .. فالعدو (أيا كان ذلك العدو) يستطيع أن يجرنا إلى فتنة داخلية من خلال .... لا أريد هنا أن أطرح السينيوهات تحفظا مني... لكن التلميح أحينا يكون أبلغ من التصريح....
وكخلاصة فإني أقول بإن الحل الحقيقي لكل هذه القضايا يكمن في التنمية الحقيقية ودولة العدالة والانصاف والتي يمكنهما أن تساوي بين المواطنين في جميع الفرص من خلال مؤهلاتهم ودورهم في عجلة التنمية.... سيجد العامل اليدوي فرصته وكذلك المهندس والخبير .. وسينكب الطالب على علمه لأنه يضمن له المستقبل. وسيتعالج المريض...وسترتفع القيمة المضافة والدخل الوطني وترتفع قيمة العملة لتنخفض الأسعار ... ليشعر الجميع بأهمية هذا الوطن ليحافظ عليه كما يحافظ على نفسه.. أما غير ذلك فهو الصعود للهاوية
ستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله