تعاني شبكة الطرق في موريتانيا من التهالك المتأتي من نهاية عمرها الافتراضي، إضافة لأخطاء التشييد والاستغلال العشوائي والمفرط، بلال رقيب أو حسيب مما فاقم من حالتها، حتى وصلت إلى ماهي عليه.
وتحتل الحفر والتشققات مسافات معتبرة على طول الطريق الرابط بين ولايات النهر الأربع، دون أن ننسى الحالة الصعبة لمقطعين من طريق الأمل بين أغشوركيت ومدينة ألاك، حيث أصبح الطريق أثرا بعد عين، أوكرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، فتحولت تلك المقاطع إلى أعمدة من الغبار بفعل الحركة الكثيفة للسيارات على هذه الطريق الحيوي.
مدخل ألاك هو الأخر رغم أن الطريق بقيت أطلالها فوضعها سيء للغاية، ويمكن القول بأن المنجز من الطريق الرابط بين ألاك ونواكشوط، ليس بتلك الجودة، ولا بتلك الأوصاف التي ذكر ذات مرة أحد الوزراء.
حيث تكثر فيه الوصلات غير المتسوية مع عدم الاتقان في الصنعة والتشطيب.
و يمكن القول إن طريق روصو نواكشوط هو الاستثناء الوحيد، فالطريق خال من الحفر والمطبات، لاتوجد به أي خدوش تمنع أو تعيق السير، وتشبهه في ذلك طريق المذرذرة اركيز، فهذه الطريق في عمومها جيدة رغم أنها لا تخلوا من بعض الحفر.
وفي العموم فهذه الطرق تشكل خطورة على مركبات النقل في المقطع الرابط بين روصو وبوكى، وصولا إلى طريق مقامة، المخيف كما يشرح أحد المسافرين للموقع الفكر.
فعلى جنبات هذا الطريق تتكاثف الأشجار بمختلف أنواعها لاسيما الطلح ونباتات السفانا التي تحولت إلى ما يشبه حقول القمح المترامية موسم الحصاد، إنها ترسم حدودا وممرات إجبارية لا يمكن انتهاكها، فيما تشكل الأنعام السائبة والحمر الأهلية والخيل المسومة والأنعام، خطرا آخر يهدد سلامة المقوين في هذه الطرق.
في أجزاء من الطريق ما تزال مخلفات الأمطار وفيضان النهر تترك بصماتها على شكل مسطحات مائية، فيما تركت السيول أخاديد غائرة في الوهاد والنجاد المترامية،
في موسم قطف البطيخ يتحول الكل خاصة النساء والأطفال إلى بيع هذه الفاكهة في نقاط متفرقة على طول الطريق، إنها الغلة الأكثر حضورا هذه الأيام في قرى ومدن الضفة.
الحالة المزرية للطرق متعددة الأبعاد فهي من خط واحد( اتجاه واحد) وتستخدم بشكل مفرط من العربات والمركبات والقاطرات، ومن الخيل والحمير والمشاة، مع محدودية الصيانة وتأخرها حتى تفاقم الوضع.
إن الحفر والمطبات تقوض العجلات وتتلف الإطارات وقد تلحق أضرارا بالغة بالمركبات يعلق أحد السائقين وهو يعمل على تصليح إحدى العجلات التي حولتها الحفر إلى أشلاء ممزقة.
في حالات كثيرة لا يجد السائقون مفرا من الانعراج ذات اليمين أو اليسار تفاديا للحفر والتقعرات الغائرة في قلب الطريقة، إنها الطريقة الأكثر أمانا لتجنب مخاطر الطريق، وهي في كثير من الحالات غير متاحة، بسبب التضاريس والعوامل الطبيعية.
فيما يطالب سالكو الطرق بالإسراع في عمليات الترميم والتصليح والتي لو حظيت هذه الطرق الحيوية ببعضها لكانت حالتها أفضل واستطاعت الصمود أطول أمام كوارث البيئة وعاديات الزمن.
لايوصف التعب الناتج عن السفر إلى مدينة مقام ابراهيم( مقامة) بفعل خشونة ووعورة الطريق الذي يربطها بمدينة كيهيدي، وللوصول لهذه المدينة وأنت تسلك أكثر الطرق تعرجات ومنعرجات، ومطبات والأرضيات المدعمة( صالات)، طريق تسكنها قطعان البقر والغنم، وتنتشر على جنباتها لكصور والقرى، لا تستطيع أن تصل قبل ساعتين من الجهد العالي في تسيير السيارة والحذر من أن تقع ضحية لصدمة من تلك الحفر أو المطبات.
إن الحاجة ماسة لبناء شبكة طرق عصرية بموصفات علمية بعيدا عن واقع الطرق في موريتانيا والذي يحول السفر بين مدننا وقرانا لقطعة من العذاب، ووعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال و الأهل ..