وجهة نظر حول الكتابة والتدوين بالعامية (الدارجة المحلية)/أ.إسلمو/سيدي أحمد

انتشرتْ في الآونة الأخيرة (في "فيسبوك" بخاصة) ظاهرة لجوء بعض الأصدقاء إلى صياغة تدويناتهم وتعليقاتهم باللهجة "الحَسّانيّة".

ولمّا كنتُ من المدافعين عن سلامة المتداوَل من اللغة العربية، الداعين إلى الانتباه للأخطاء الشائعة التي تعج بها الكتابات المنشورة إلكترونيا- بصفة خاصة-فقد خطر ببالي، وأرجو أن أكون مخطئا، أنّ لجوء بعض إخوتي وأصدقائي الموريتانيين إلى الكتابة بالعامية قد يكون هروبًا من الوقوع في الأخطاء اللغوية والإملائية.

وممّا جعلني أصل إلى هذه الفرَضِية، هو أنني سبق أن نشرتُ عشْرَ حلقات، بعنوان: "جولة الرقيب اللغويّ في "فيسبوك" أنبِّه فيها على الخطأ/ الخطإ فيما يُنشَر وأقترح البدِيلَ.
وقد شعرتُ حينئذ بأنّني ربما أحرجتُ بعض المدونين غير المتمكنين من اللغة العربية، مع أنّني لم أذكر قَطُّ شخصًا بعينه.

وبخصوص اللجوء إلى الكتابة بالحسّانيّة، أعتقد أنّ هذا الخيار غيرُ موفقٍ، فالحسانية- شأنها في ذلك شأن العامّيّات العربية الأخرى-تصعب قراءة النص المكتوب بها-حتى على أهلها- إذْ ليست لها قواعد كتابية ثابتة، كما أن نطق ألفاظها يختلف من منطقة إلى أخرى (فهي لغة مَحكية). ومِن ثَمَّ، فإنّ انتشار ما كُتِبَ بها سيكون محدوداجدًّا.
وعلى كل حال فإنّ المطلوب، من وجهة نظري المتواضعة، هو:
1 -يجب أن تكون الكتابة بالفصحى، حتى تعم الفائدة (وليس بالعامية للأسباب المشار إلى بعضها).

2-يجِب على المدون أن يجتهد من أجل تحسين مستواه في اللغة والنحو والصرف والبلاغة والأسلوب، إلخ.
وفي ذلك قيمة مضافة تكسُو إنتاجه جمالا ورونقا، ويمكن أن يستعين في ذلك بشيخ وبالتدرب، أو-عند الحاجة- بمدقق لغويّ، ومن المؤكد أنه سيأتي يومٌ يستقل فيه عن الشيخ وعن المدقق اللغويّ.

3-لا يجوز، بأيّ حال من الأحوال، إحراج الكاتب أو المدوِّن بتتبع أخطائه بطريقة مباشرة.

4-ينبغي أن نستمر جميعا-كل من موقعه-في نصح من يَتصَدَّى للكتابة وتوجيهه، بالإكثار من نشر القواعد المُعِينة على الرفع من مستواه، والتنبيه على الأخطاء الشائعة المنتشرة فيما يروج من نصوص، حتى يتمكن المدون من نشر إنتاجه بأسلوب يحافظ على الحد الأدنى من القواعد التي تَواضَعَ عليها أهلُ الاختصاص.