محمد فال بن بلال لموقع الفكر: ما يعرقل إجراء انتخابات ناجحة وشفافة لا يتعلق باللجنة وحدها، بل يتعلق بالأحزاب أيضا والإدارة

موقع الفكر: كيف تقومون عمل اللجنة المستقلة للانتخابات؟

 

محمد فال بن بلال: إن تشكيل اللجنة مرّ بصيغ ونماذج مختلفة منذ إنشائها 2005، ويقال إن أفضل انتخابات هي التي أجريت عام 2007م، وانتخابات 2007م كانت بتنظيم وزارة الداخلية و يقتصر دور اللجنة فيها على الإشراف فقط . هل نعود إلى الداخلية؟ وبعد ذلك 2009 ذهبنا إلى لجنة توافقية برئاسة شخصية باختيار المعارضة من أفضل شخصيات البلد مروءة واستقامة و التزاما معززا بنصف الأعضاء من المعارضة أيضا، وعندما انتهت الانتخابات قالوا هذا تزوير، وهذا الباء يطير، ففي تلك الفترة - كما قلت لكم - كان رئيس اللجنة من المعارضة و منها  وزير الداخلية، ووزير الدفاع.. ثم جاءت 2012 و تأسست لجنة من شخصيات مستقلة لا تنتمي لحزب و لا حركة ولا مرشح و كلها شخصيات معروفة بالنزاهة و الاستقامة و لم يمنع ذلك من القول بتزوير انتخابات 2013 و 2014- واستفتاء 2017. و التجربة الأخيرة هي التجربة الحالية بلجنة موزعة مناصفة بين المعارضة المحاورة و الموالاة و رئيس مستقل. و لم تنج هي الأخرى.

ما أريد قوله هنا هو أن العلة ليست في اللجنة، وما يعرقل إجراء انتخابات ناجحة وشفافة لا يتعلق باللجنة وحدها، بل يتعلق بالأحزاب أيضا والإدارة و المجتمع المدني و الصحافة و الإعلام و القضاء.. ويتعلق بمستوى الوعي لدى الناخب عندما يأتي للإدلاء بصوته. ماذا يدور في رأسه؟ هل هي القبيلة؟ أم طمع في الوظيفة؟ أم دعم قريب أو صديق في الحصول على منصب؟ ولو أنكم حولتم موريتانيا كلها إلى عرفات لكان الحال غير ما هو عليه الآن، ونسبة 48% التي صوتت ضد الرئيس غزاوني صوتت في مكاتب تابعة للجنة؛ نحن من قمنا بتعيين القائمين عليها. و نحن من حررنا محاضرها و أعلنا عن نتائجها. لا ينبغي الجري وراء السراب بحثا عن الحلول السهلة، و التحجج عند الخسارة بعمل اللجنة. إنكم لم تغيروا شيئا حتى الآن لأنكم لم تبحثوا عن الأسباب والمعوقات الحقيقية التي تمنعكم من ذلك، بل تتهمون اللجنة فقط و تنامون. وهذه 48% في المائة نحن من وضعناها، ونحن من أدرنا عمليات تصويتها، وحررنا محاضرها؛ وعرفات نحن من أدرناها، أما أن يكون هناك جزء آخر من موريتانيا لم تصل إليه رسالتكم، ولا يعرفكم حتى الآن ، ولم يصوت لكم.. فذلك أمركم، وليس أمر اللجنة ولا تلام به.