—عند ما أشاهد مئات الأسر الفقيرة والمتوسطة تنفق كلما لديها على المدرسين الخصوصيين والمدارس الخصوصية من أجل أن يستوعب الأطفال معلومات بسيطة متعلقة بالحساب والعلوم والقراءة، وفي النهاية تكون النتيجة هزيلة؛
—عند ما أرى أطفال الأسر التي تعيش تحت خط الفقر يتسربون من المدرسة ويعجزون عن تجاوز السنوات الأولى لأن الأسرة لا تستطيع الدفع لمدرس خصوصي ولا حتى تقديم مساعدة بسيطة في حل التمارين المكتوبة بحروف أجنبية لا يفهمونها؛
—عند ما أتذكر أن بعض أبناء موريتانيا هم من جلس ذات يوم مشؤوم وقرروا أن اللغات الوطنية لا تصلح لتدريس العلوم والرياضيات مرسلين رسالة سلبية للطفل مفادها أن لغته متخلفة؛
—عند ما لا أرى أي احتجاج لا من طرف مثقفي موريتانيا ولا الآباء والأمهات على هذا الوضع المزري؛
—عند ما أشاهد تجارب الدول الأخرى (باستثناء دولنا التي ابتليت بتركة الاستعمار ومخلفاته) في تعاملها مع لغاتها الوطنية وأقرأ التقارير والدراسات التي تؤكد على هذه البديهيات التربوية؛
عندها لا أمتلك إلا أن أتعجب من هذا الهوان الذي صرنا إليه وهذا الوضع الغريب الذي لا يخدم إلا ثلة قليلة أنانية تتلاعب بمستقبل الأجيال المقبلة وحاضر الأجيال الحالية!