من ذكريات الرقابة/ المصطفى اكليب

مرة كنت أراقب في امتحان البكالوريا ، وأنا عادة يتم تصنيفي في إطار المدرسة الكلاسيكية التي تمتاز بالصرامة في الرقابة .

ومن دلالات راقب: تابع وكشف ومنع

وقد ضاق التلاميذ ذرعا من رقابتي في ذلك اليوم وبدأت أسمع همسات يقول أصحابها : (إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)

ومعنى هذا الحديث عند التلاميذ دعنا نمارس الغش ( الناس تختلف في فهم النصوص)

وفي اليوم الثاني حضر معي أستاذ يضع نظارات سوداء بحيث لا يعرف التلاميذ إلى أين تتجه نظراته ، وأحيانا يقف فوق الطاولة ( ويزگي ) .

وعندما أشك أنا في أحد التلاميذ وأتجه إليه ظانا أن عنده ورقة يقف الأستاذ بيني وبينه ، بحيث أصبح الأستاذ يراقبنا جميعا أنا والتلاميذ .

فقال أحد التلاميذ معلقا على هذا المشهد : رحم الله الحجاج ما أعدله .

مطلوب من مراقب الامتحان أن يمنع ممارسة الغش ولكن ليس مطلوبا منه أن يضع الممتحنين في جو من الرعب .