"إذا أحب الله عبدا نادى جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضغ له القبول في الأرض"
تذكرت هذا الحديث وأنا أتابع سيل التعازي والتأبين الذي غمر هذا الفضاء منذ الإعلان عن وفاة هذا الرجل !
وأنا أعلم أن ما نشر في هذا الإعلام غيض من فيض مشاعر المحبين والمعجبين والمتحسرين على رجل عرفوه على مدى عقود زينة شاشات الفضائيات وقاعات العروض والمحاضرات فضلا عن منابر المساجد ومحاريبها وقاعات المحاكم ومجالس الحكم..
*عرفته*
عرفت فضيلة القاضي أحمد يورو كيط: الاديب الأريب الداعي إلى الله على بصيرة، مع مطلع عقد الثمانين محاضرا على منابر الجمعية الثقافية الإسلامية ومن خلال بعثاتها..
عرفت الفقيه الإمام على أثير الإذاعة وشاشات التلفاز مفسرا لكتاب الله تعالى شارحا لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مبينا لما يحتاجه جمهوره العر يض من أحكام دينه ببساطة وبلاغة وتأصيل..
عرفته في منتديات الثقافة والفكر متعبدا بحب اللغة العربية والتمسك بها، مدافعا شرسا عن مكانتها لغة دين وتراث وحضارة.
عرفت عينه الدامعة من خشية الله في مواعظه وخطبه..
عرفت ثغره الباسم وطلاقة وجهه عند ملاقاة زواره من رواد بيته العامر بالخير والبركة ومسجده الجامع للناس بأسباب الألفة والأخوة والمحبة..
عرفت قلبه الطيب الذي وسع به الناس محبة ولطفا وحسن خلق، وحمل به هم الأمة والملة فكان له في كل باب من ابواب الخير سهم، ومنه في كل ميدان من ميادين الإصلاح مشاركة..
وسيبقى صدى صوته العذب حاديا للمخلصين، وستبقى سيرته المنيرة نبراسا للسالكين على سبيل الرشد والوحدة والإصلاح..
فاللهم تغمده بواسع رحمتك وأفض عليه من وافر فضلك، وأكرمه بجوار سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأحسن اللهم خلافته في عقبه واجعلهم في قرة عين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
أما بعد
فأحسن الله عزاءنا وعزاء الأمة والوطن والأسرة واالأحبة، وأجزل لهم ثواب الصابرين،.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.