تعد بلدة "أزوكي " الأثرية والتاريخية ،الواقعة إلى الغرب مدينة أطار، واحدة من أهم المعالم التاريخية،التي تركتها "دولة المرابطين"،في بلاد المرابطين، وعبدالله بن ياسين،حيث بنى المرابطون أثناء جهادهم وفتوحاتهم،ضد معاقل الوثنية والرافضة والأباضية،و كل الملل والنحل، التي كانت منتشرة في هذه الربوع أنذاك،حصنهم الحربي الحصين " حصن ءازوكي "، أثناء معاركهم،وحصارهم للبافوريين النصارى أو الوثنيين في معقلهم الرئيسي ب تيارت، أو " مدينة الكلاب "، كما اتخذوها لاحقا مركزا إداريا وعسكريا، إبان زحفهم شمالا، وبناء عاصمة دولتهم الجديدة "مراكش".
وكانت بلدة أزوكي واحة نخل عامرة، ومحطة تجارية نشطة،تؤمها القوافل التجارية الرائحة والغادية، ايام دولة المرابطين المركزية الأولى، وكذلك في عهد دول المرابطين المتتابعةحتى اوائل القرن العاشر الهجري.
يوجد ببلدة أزوكي قبر الإمام والمرشد والقاضي " الإمام الحصرمي"، صاحب كتاب الإشارة في تدبير الإمارة، الذي كان هو مرشد المرابطين،وإمامهم الأكبر، بعد استشهاد المعلم والمرشد الأول عبد الله بن ياسين.
كما تضم البلدة آثارا تاريخية عديدة،منها حصون مندثرة ومساجد ،ومعالم عديدة. طواها النسيان، بعدما توقفت أعمال التنقيب والبحث الأثري ،عن ءاثار مدينة ءازوكي التي كان يقوم بها المعهد الموريتاني للبحث العلمي " IMRS "،منذ سنة 1978،وحتى اليوم.
بعثة "موقع الفكر" وقفت على أطلال المدينة الأثرية في بلدة ءازوكي، حيث كتب رجال افذاذ التاريخ، بسطور من ذهب، حين بذلوا أرواحهم وأموالهم في سبيل نشر العقيدة والدين، مضحين من أجل شرف المبدأ،في بيداء مقفرة،ظلت عصية على قيام الدول، ومتمردة على قوانين علم الاجتماع والأنسنة، قلما احتمعت على كلمة سواء بسبب طبيعتها الانقسامية.
ولبيوم تبدوا قرية أزوكي وادعة بسكانها النشطين، وبواحاتها الغناء ومياهها الجوفية الغذبة التي تسقي الظمى، وتفيض على سكان أطار.
فهي بحق كانت وستبقى: بلدة طيبة ورب غفور !!.