من المتوقع أن تعزز 5 مشروعات طاقة شمسية مرتقبة في أفريقيا، من طموحات أمن الطاقة وإزالة الكربون في القارة السمراء؛ إذ تُعَد أفريقيا هي المنطقة الوحيدة في العالم التي تتمتع بظروف ممتازة للطاقة الشمسية، التي يمكنها توفير فرصة فريدة لتوليد كهرباء ميسورة التكلفة وموثوقة ومستدامة.
وفي هذا السياق، سلّط تقرير حديث صادر عن غرفة الطاقة الأفريقية بعنوان "حالة الطاقة الأفريقية.. توقعات 2023" الضوء على أهم مشروعات الطاقة الشمسية في أفريقيا، وقدرتها، وجداولها الزمنية، وفق ما نقلته منصة "إنرجي كابيتال آند باور" (Energy Capital & Power).
الطاقة الشمسية في أفريقيا
1 - مشروع آمون في المغرب:
تتولّى شركة الطاقة المتجددة "سي دبليو بي غلوبال" تطوير منشأة آمون للطاقة الشمسية في المغرب، والتي ستبلغ طاقتها الإجمالية 7.5 غيغاواط.
وسيغذي المشروع مباشرةً شبكة الكهرباء الوطنية، ومن ثم سيعمل على تحسين إمدادات الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى عمله وسيطًا لتطوير الهيدروجين الأخضر، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المتوقع أن يدخل المشروع حيز التنفيذ على مراحل في 2027 و2030 و2032 على التوالي، مع اختيار سي دبليو بي غلوبال لشركة بكتل الأميركية لدعم عمليات التطوير.
وأشاد الرئيس التنفيذي لشركة سي دبليو بي غلوبال، أليكس هيويت، بالشراكة مع بكتل في الحلول المفاهيمية والتخطيطية لمشروعات الهيدروجين الأخضر الرائدة.
وقال: "ستسمح لنا خبراتهم التكنولوجية والعلمية بتسريع المرحلة التالية من تطوير المشروع، وإبقائنا على المسار الصحيح لتقديم أول مليون طن من الهيدروجين الأخضر والأمونيا بحلول عام 2028؛ ما يساعد سي دبليو بي غلوبال على دعم إزالة الكربون من الصناعات العالمية الرئيسة".
الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا
أما مشروع تصدير الطاقة الشمسية إلى بريطانيا؛ فتتولى شركة إكس لينكس البريطانية تطويره في منطقة كلميم واد نون المغربية، بطاقة إجمالية ستصل إلى 7 غيغاواط.
ومن المتوقع تشغيل المشروع في عام 2029، ويشكل جزءًا من مشروع واسع النطاق لتوليد الطاقة المتجددة ونقلها وتخزينها مصمم لإنتاج 10.5 غيغاواط من الطاقة، سيُصَدَّر 3.6 غيغاواط منها إلى بريطانيا.
وستعمل إكس لينكس على تسريع انتقال بريطانيا إلى الحياد الكربوني من خلال مدّ 4 خطوط تحت سطح البحر يبلغ طولها 3 آلاف و800 كيلومتر، بهدف ربط مزرعة ضخمة للطاقة المتجددة في الصحراء المغربية مع ديفون في جنوب غرب إنجلترا.
وسيستخدم المشروع نحو 1400 كيلومتر مربع في منطقة كلميم واد نون المغربية، وسيجمع بين توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومنشأة تخزين البطارية بقدرة 20 غيغاواط/ساعة.
بالإضافة إلى الصادرات، من المقرر أن تؤدي المنشأة دورًا مهمًا في إزالة الكربون من نظام الطاقة المغربي، وتوسيع تصنيع مكونات الطاقة الشمسية في المغرب.
2 - الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا يؤمن احتياجات 7 ملايين منزل:
ويُقدَّر أن المشروع -جنبًا إلى جنب مع مرافق الرياح والبطاريات بالإضافة إلى جانب النقل- سيخلق 10 آلاف وظيفة خلال مرحلة البناء و2000 وظيفة دائمة.
3 - مشروع أمان في موريتانيا :
طُوِّر مشروع أمان الضخم في موريتانيا من قِبل شركة الطاقة المتجددة سي دبليو بي غلوبال، وستبلغ طاقته الإجمالية 12 غيغاواط.
ومن المتوقع أن تؤدي المنشأة دورًا مهمًا في دفع عجلة انتقال الطاقة في البلاد والنمو الاقتصادي مع توقع خلق آلاف الوظائف، مع بدء تشغيل المشروع على مراحل في 2030 و2034 و2036، على التوالي.
ويشكل المشروع جزءًا من تطوير الهيدروجين الأخضر بقدرة 30 غيغاواط، وتبلغ قيمته 40 مليار دولار، الذي يُنَفذ حاليًا في منطقتي دخلة نواذيبو وأنشيري في موريتانيا؛ إذ يشمل 18 غيغاواط من طاقة الرياح و12 غيغاواط من الطاقة الشمسية لتوليد ما يقرب من 110 تيراواط ساعة من الكهرباء، والتي بدورها ستنتج ما يقدر بنحو 1.7 مليون طن من الهيدروجين الأخضر، أو 10 ملايين طن من الأمونيا الخضراء سنويًا.
ويمثل المشروع واحدًا من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في أفريقيا، ومن المتوقع أن يحول مزيج الطاقة الإقليمي مع تحقيق إيرادات مهمة للحكومة الموريتانية.
ومن المتوقع أن يؤدي المشروع إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي لموريتانيا بنسبة تصل إلى 40-50% بحلول عام 2030، و50-60% بحلول عام 2035، مع زيادة خلق فرص العمل في الصناعة بنسبة 23%، وانخفاض معدل البطالة الوطنية بنحو الثلث بحلول عام 2035.
4 - مشروع نور في موريتانيا:
يشكل مشروع الطاقة الشمسية بقدرة 3 غيغاواط جزءًا من مشروع نور لتطوير الهيدروجين الأخضر، وتُطوّره شركة الطاقة البريطانية "شاريوت" في المنطقة الشمالية من نواذيبو.
ويهدف المشروع إلى استغلال ما يصل إلى 14 ساعة من أشعة الشمس يوميًا خلال فصل الصيف، وقد دخل مرحلة البناء في مايو/أيار 2022، مع تحديد عام 2028 لبدء التشغيل.
وقد شهد مشروع نور للهيدروجين الأخضر في موريتانيا تطورًا مهمًا بعد تشكيل تحالف بين شركتي شاريوت البريطانية وتوتال إرين الفرنسية؛ إذ اتفقت شاريوت -المالكة للمشروع- مع توتال إرين على إطلاق دراسات جدوى لتطوير المشروع في موريتانيا، مع حصول كل شركة على نسبة 50% من الحصص.
ومن المتوقع أن يصبح مشروع نور -فور اكتماله- أحد أهم مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، بحسب ما أكدته شاريوت، في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، مع إمكانية تركيب ما يصل إلى 10 غيغاواط من التحليل الكهربائي.
5 - مشروع بوتسوانا وناميبيا للطاقة الشمسية:
تخطط حكومتا ناميبيا وبوتسوانا لاستكمال تطوير منشأة الطاقة الشمسية الضخمة التي ستزود البلدين بالطاقة النظيفة بحلول عام 2030، عبر الاستفادة من الدعم المالي من البنك الأفريقي للتنمية والبنك الدولي للإنشاء والتعمير وحكومة الولايات المتحدة ومؤسسة التمويل الدولية.
وسيمكن المشروع دولتي ناميبيا وبوتسوانا من التقاط نحو 10 ساعات من ضوء الشمس القوي يوميًا لمدة 300 يوم سنويًا، لتقليل الضغط على شبكات الكهرباء؛ دعمًا لجهود إزالة الكربون من قطاع الطاقة؛ إذ من المتوقع أن يقلل المشروع ما يصل إلى 6.5 مليون طن من انبعاثات الكربون سنويًا.
وقد وُسّعَت خطط مشروع الهيدروجين الأخضر الضخم الذي يعمل بالطاقة المتجددة في بوتسوانا وناميبيا 4 أضعاف، وفقًا لرابطة صناعة الطاقة الشمسية الإفريقية، لترتفع قدرة التوليد من 1 غيغاواط إلى 5 غيغاواط.