ليلة البارحة أتت فرقة من مفتشي الصيادلة لصيدلية باريس وقاموا بعملية تفتيش روتينية كما في جميع الصيدليات وللأمانة كانوا على المستوى من التفاني في العمل والجدية وقاموا بتفتيش الصيدلية بدقة وكذلك المستودع وتأكدوا من جميع تواريخ الأدوية وأسعارها وهل هي مطابقة للأسعار المحددة من طرف وزارة الصحة؟ وبالخطأ كانت هناك علبة أو اثنتان فيهم زيادة 40 أوقية والثانية 100 أوقية قديمة، وهو شيء طبيعي؛ فنحن عندنا أكثر من 3 آلاف منتج، وإذا كان هناك خطأ بسيط كهذا فهو شيء طبيعي؛ فالإنسان ليس معصوما.
المهم أن المفتشين قرروا إغلاق الصيدلية لمدة 3 أيام كعقوبة لهذه الزيادة، وقالوا إنهم محلفون وكذا وكذاًً.......
كل هذا أستطيع أن أتفهمه، ولكن ما لا أفهمه هو موجة هجوم استيقظت عليها اليوم من شخص كتب عنا كلاما لا يليق ويسبنا، ويقول إن سبب إغلاق الصيدلية هو وجود أدوية منتهية الصلاحية، وأننا تجار موت، وتم إرسال المقال إلى جميع مجموعات الواتس آب مع حذف اسم المرسل، وتلقيت اتصالات من أصدقاء لي يتساءلون عن الموضوع فقررت أن أكتب ما حصل للتوضيح، والله على ما أقول شهيد.
ومن هنا أتحدى أي شخص يثبت العكس، وبالمناسبة عملية التفتيش كانت مصورة بالفيديو وموثقة.
جلست وحدي أتساءل:
- لما ذا فقط في موريتانيا نحارب النجاح؟!
- لما ذا نحقد على الناجحين؟!
- لما ذا نريد تلطيخ سمعة الناس الناجحين؟!
- لما ذا نتغذى على الأخبار السيئة ونروج لها؟!
عزائي في كل هذا أن ضميري مرتاح ولا يهمني كل ما يقال عني أو عن صيدليتي؛ لأن تعاملي مع رب العالمين.
يعلم الله أنني لم أقم ببيع أي دواء مزور منذ افتتاح صيدليتي، ولكن سر نجاحنا كان في مهنية طاقم الصيدلية المتكون من صيادلة ومهنيين والمحافظة على جودة أدويتنا وانتقاء مصادرها بدقة والمحافظة عليها في درجة الحرارة المطلوبة وإعانة المرضى والمحتاجين وإنقاذ أرواحهم.
هل هذا هو جزاء الشباب الطموح الذي يريد أن يساهم بقليل أو كثير في رفع مستوى الخدمات وتطوير القطاعات؛ كل على حسب مقدوره؟.
حسبنا الله ونعم الوكيل...