تعد بلدة "كرمدي" الواقعة على بعد 10كم إلى جنوب من مدينة كيفه آخر مواقع شجر القتاد "أيروار"، الذي ينتج الصمغ العربي "العلك"، تلك المادة المستخدمة في العديد من الصناعات في العالم.
وقد عُرفت هذه المنطقة من لعصابه تاريخيا بوفرة إنتاجها من الصمغ، حيث حمتها السلطات المستعمرة واتخذتها حقلا خاصا منحته عناية كبيرة ، فجنت منه محاصيل هائلة صُدرت للخارج في ذلك العهد، كما كانت مصدر رزق للكثير من السكان المحليين.
وقد أدت ضربات الجفاف المتلاحقة منذ أواخر الستينيات، ونشاط المدمر للفحامين و إهمال الحكومات المتعاقبة، حماية أشجار الصمغ العربي، إلى تدمير غالبية غابات الصمغ العربي في منطقة لعصابه، حتى كادت أشجاره تنقرض لولا عناية بعض أهالي المنطقة وقيامهم بمراقبته مجددا والمحافظة على ما بقي من هذه النبتة الحيوية.
مهتمون بالتنمية المحلية ومناصرون للبيئة يطالبون اليوم الحكومة الموريتانية وخاصة قطاع البيئة ومشاريع التنمية الزراعية بالولاية التدخل العاجل والقيام بما يلزم من أجل تدارك القليل المتبقي من أشجار الصمغ العربي.
وتعد دولة السودان الأولى على مستوى العالم في إنتاج وتصدير الصمغ العربي، لتأتي موريتانيا والصومال والسنغال ونيجيريا كأهم الدول المنتجة والمصدرة للصمغ العربي .