نحو قوة ناعمة تنفع الناس وتمكث فى الأرض../ سيدي أحمد بن محمدباب

يبالغ بعض الطيبين وجل الأغبياء فى اتخاذ مواقف معلنة ، مناهضة لكرة القدم، فى شهر كرة القدم، كردة فعل بائسة على سلوك الملايين من عشاق اللعبة فى أنحاء العالم.

ويبالغ البعض فى موقفه من تعلق الآلاف من شبان المسلمين برموز الكرة العالمية ومتابعة الدوريات الأوربية ، ويحاول البعض الآخر تسفيه أحلام الجمهور دون بديل مقنع فى عالم تعبث فيه الأمراض المزمنة بجمهور علماء الأمة الإسلامية وشعراء الأمصار، وشيوخ القبائل، وصناع الرأي ، مع الانحدار نحو هاوية النقد دون فهم للواقع، أو صنع بديل يمنح عشاق الجمال مايصبون إليه دون التعلق بالآخر المخالف فى العقيدة والمنهج والسلوك.

إن تألق نجمي الكرة المصرية والجزائرية محمد صلاح ورياض محرز فى الدورى الإنكليزي، والنجم السينغالى ساديو مانى فى الدورى الألماني، والنجم الفرنسى بنزيما فى الدورى الأسبانى، ومسيرة اللاعب المصرى محمد أبو اتريكه المظفرة فى الملاعب الإفريقية صنعت جيلا مختلفا خلال بضع سنين.

لقد تصالح الآلاف مع هوياتهم العربية والإسلامية، وعادت الثقة فى النفس المشرقية من جديد، وأهتزت الملاعب والساحات العامة فرحا بنجوم أمة يصنعون المستحيل فى عرين حضارة تكافح من أجل البقاء، وتحاول إظهار أسوء مافيها من أجل إغاظة الآخرين (مجتمع المثليين).

إن الموقف الذى أتخذه محمد أبو تريكه قبل شهور من المثليين علنا من قلب العاصمة القطرية الدوحة ضد المثليين، والهبة الإعلامية المساندة له من ملايين عشاق الكرة بعد الحملة المنظمة ضده فى وسائل الإعلام الغربية ، أثمرت ولأول مرة تصنيف الظاهرة كميول سياسية يجب تجنيبها للملاعب، بعدما تحكم أصحابها فى القرار الأوربى، وألزمو أرقى الدوريات الأوربية بتنظيم مباراة أسبوعية تضامنا مع نهج تجمع كل أديان المعمورة على أنه سلوك شاذ ومرفوض.

إن الأزمة ليست فى الكرة بل فى القيم التى يحملها سادة اللعبة وهم أكثر الناس اليوم تأثيرا فى الرأي العام، والحل فى المصالحة مع الواقع لا الخصومة معه، والتميز لا التخلف، ومسايرة العصر ، والقول بوضوح أننا أمة من أمم الكرة العالمية، ولدينا فرصة لقيادة العالم من جديد.