في أقصى الشمال الموريتاني وسط الصحاري القاحلة، وعلى امتداد منطقة المثلث الحدودي، بدأت الحياة تنبض بجهد مشترك من المنقبين الأبطال وشركة معادن. من يصدق أنّ أراضي "الشگّات"، واگليب اندور، و وديان الخروب، وامجيحدات، إلخ… تمّ ترويضها و بدأت تتنفس برئة الوطن وتستنشق هواه. بعض هذه الأماكن يبعد مئات الكيلومترات من ازويرات وبئر أم اگرين التي كانت آخر الدنيا حتى عهد قريب. حصل كل ذلك نتيجة إصرار المنقبين الاشاوس وشجاعتهم وقوة إرادتهم و عزمهم، ثم مواكبة شركة معادن لهم. تقوم هذه المؤسسة منذ نشأتها بما يمكن القيام به لقهر الطبيعة القاسية وتوفير الظروف الملائمة - قدر المستطاع - لحياة و عمل المنقبين.
هل تعلم أنها تحفر الآبار الارتوازية المجهزة بوحدات تحلية، و أخرى للمعالجة؟ وهل تعلم أنها تبني النقاط الصحية، وتوفر سيارات الاسعاف للإخلاء الطبي والأدوية والرعاية المجانية؟ وهل تعلم أنها تفتح مقرات لها لتقريب الإدارة من المنقبين، وتشق الطرقات، وتفتح محطات الإذاعة المحلية، والهوائيات لتوفير خدمة الاتصال الخلوي، إلى غير ذلك من الانجازات المهمة.
بالتأكيد، لا تغطي الشركة كل المساحات المعدنية ولا تلبي كل الطلبات والحاجيات، ولكنها تعمل طبقا لما هو ممكن و متاح. وفي الأيام الثلاثة الماضية، أشرف والي ولاية تيرس زمور، السيد محمد المختار ولد عبدي والمدير العام السيد حمود ولد امحمد على تدشين ممثليات للشركة في أهم مناطق التعدين؛ وذلك بمناسبة الاحتفال بذكرى الاستقلال الوطني. والمناطق المعنية بهذا التدشين - اگليب اندور و اصفاربات - باتت تتوفر على أهم مقومات الحياة من خدمات مائية وصحية وكهربائية واتصالات. وإنه لمن دواعي الاعتزاز أن تزدان ممثلية "اگليب اندور" باسم الرمز الوطني والفارس المغوار، النقيب اسوَيدات ولد وداد، وتزدان ممثلية "اصفاريات" باسم الشهيد يسري ولد عمار ولد ابرهيم، ترحما عليهما واستحضارا لأمجادهما العظيمة. وإني، إذ أهنّئ إدارة الشركة على تخليد هذه الأسماء الوطنية الكبيرة لأسجل بارتياح فك العزلة عن مناطق عديدة من أرض الوطن تحقق بموجب نشاطها.
نتمنى للجميع عيدا مباركا بمناسبة 28 نوفمبر،
وكل عام والمنقبون وشركة معادن بدا بيد في خدمة الوطن.