تخلت شركة يوروبا أويل آند غاز البريطانية عن اكتشاف النفط في المغرب، بعد فشلها في العثور على شريك لاستكمال عمليات الحفر.
وأوضحت الشركة أنها قررت عدم تمديد ترخيص إنزكان -الذي حصلت عليه في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2020- بعد انتهاء تمديد المدة الأولية، بحسب ما جاء في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعد يوروبا هي المشغلة للترخيص بنسبة 75%، مع احتفاظ المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن بنسبة الـ25% المتبقية.
ويقع ترخيص إنزكان على مساحة 11.228 كيلومترًا مربعًا في حوض أغادير، وعلى عمق يتراوح بين 600 و2000 متر.
احتياطيات النفط في المغرب
أشارت شركة يوروبا إلى أنها تعمل -حاليًا- في المراحل النهائية لاستكمال جميع التزاماتها تجاه ترخيص إنزكان، وتتوقع إكمال تقرير التنازل النهائي قريبًا.
وبمجرد الوفاء بهذا الالتزام النهائي، سيجري تحرير الضمان المصرفي البالغ 315 ألف دولار أميركي وسداده إلى يوروبا، وبعد ذلك لن يكون للشركة أي مصالح أخرى مرتبطة بإنزكان.
وشددت الشركة البريطانية على حجم اكتشافات النفط في المغرب؛ إذ ذكرت أن هناك نحو 30 موقعًا محتملًا في ترخيص إنزكان، باحتياطيات قد تصل إلى 10 مليارات برميل من الموارد غير المخاطرة.
واختارت الشركة موقعين باحتياطيات تزيد على مليار برميل من النفط المكافئ، وهما فالكون الذي قد يحتوي على 827 مليون برميل، وترتل الذي يُتوقع احتواؤه على 204 ملايين برميل.
قرار صعب مع إمكانات هائلة
علّق الرئيس التنفيذي لشركة يوروبا، سيمون أودي، على قرار التخلي عن اكتشاف النفط في المغرب، قائلًا: "لقد كان قرارًا صعبًا عدم التقدم إلى مدة التمديد الأولى، إذ يوفّر إنزكان إمكانات استكشاف كبيرة".
وأضاف: "مع ذلك، فإن التقدم إلى المرحلة التالية كان سيتطلب من يوروبا الالتزام بحفر بئر استكشافية، وهو ما لا يمكننا تنفيذه دون الحصول على شريك آخر".
وقال: "لقد عملنا بلا كلل مع المستشارين لتأمين شريك، ولكن شهية السوق للتنقيب عن النفط في المياه العميقة منخفضة للغاية حاليًا، ولم ننجح في النهاية"، بحسب ما جاء في البيان.
وشدد على أنه خلال المدة الأولية، "حدد الفريق الفني آفاق استكشاف متعددة، وعلى هذا النحو نعتقد أن إنزكان لديه إمكانات كبيرة".
كما توجه أودي بالشكر إلى المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، لأنه "منحنا الفرصة للعمل في المنطقة، وأتمنى لهم التوفيق في المستقبل".
محاور إنتاج أخرى
أكدت شركة يوروبا -في بيانها- أنها ستركز في المستقبل على الاستكشاف والتقييم والإنتاج في المملكة المتحدة وأيرلندا.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي للشركة: "تلتزم يوروبا بخلق قيمة للمساهمين من خلال بناء محفظة متوازنة من أصول الاستكشاف والتقييم والإنتاج في المملكة المتحدة وأيرلندا".
وتابع أودي: "محفظتنا المتوازنة من الأصول في مراحل مختلفة من دورة التطوير، بما في ذلك الإنتاج والتقييم، تضمن أن تظل يوروبا في وضع جيد لتقديم طاقة ميسورة التكلفة".
وشدد على أن الشركة ستواصل استكشاف فرص التطوير والتنقيب المحتملة لتوسيع محفظة أعمالها، شريطة أن يجري الحصول عليها وتطويرها بشروط تجارية مقبولة وفي سياق الانتقال.
استثمارات التنقيب عن النفط في المغرب
في سياقٍ آخر، اجتذبت صناعة التنقيب عن النفط في المغرب استثمارات بقيمة 25 مليون يورو (26.04 مليون دولار) في الأشهر الـ9 الأولى من عام 2022، وفقًا لتقرير أصدره المكتب الوطني المغربي للهيدروكاربورات والمناجم.
وقد استثمر المكتب الوطني نفسه 1.5 مليون يورو (1.56 مليون دولار) في التنقيب عن النفط في المغرب في الأشهر الـ9 الأولى من عام 2022.
وجاءت الاستثمارات المتبقية من 11 شركة نفط وغاز تعمل في مساحة إجمالية تُقدر بـ207.423 كيلومترًا مربعًا؛ وتقع مناطق الاستكشاف على البر والبحر، بحسب ما نقلته منصة "موروكو وورلد نيوز" (Morocco World News).
كما منح المغرب 58 تصريح استكشاف و10 امتيازات استغلال لدعم مشروعات التنقيب عن الطاقة في البلاد.
يُذكر أن المغرب يستثمر في تطوير بنية تحتية للطاقة المتجددة للحدّ من اعتماد البلاد على واردات الطاقة؛ جنبًا إلى جنب مع تشجيع مشروعات الوقود الأحفوري وتمويلها.
نقلا عن منصة الطاقة