خطبة الجمعة التالية في قطر:
عدت إلى قطر، وخطبت الجمعة التالية في قطر، ونوهت بالموضوع، فلقيت من القبول والتشجيع ما شرح صدري، وكان من ذلك برقية من الشيخ محمد بن حمد شقيق الأمير، ووزير التربية والتعليم، يثني فيها على المشروع، ويعلن وقوفه بجانبي بقوة وبكل ما يستطيع، ويدعو لي وللمشروع بالنجاح والتوفيق.
تشجيع أمير قطر الشيخ خليفة:
كما لقيت أمير دولة قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني حفظه الله، وحدّثته عن فكرة المؤسسة ومقاصدها، فرحب بها، وشجعني على المضي في المشروع، وقال: ثق بأني مستعد للمساعدة في ذلك، على المستوى الشخصي، وعلى مستوى الدولة، وسُررت بذلك سُرورًا كبيرًا... وكان مما يشجع على ذلك في تلك الأيام: ارتفاع أثمان البترول، وازدياد دخل دول الخليج، وهذا من حسن حظ المشروع، ولله الحمد.
وضع التصوُّر العام للمشروع:
وكان عليَّ: أن أضع تصورًا عامًا للمشروع، وأهدافه ووسائله، وأن يكون في صورة مؤسسة عالمية، لها أعضاء مؤسسون من كل أنحاء العالم، يمثِّلون رجال الأمة من أهل العلم والرأي، ومن أهل المال والثروة، ومن أهل الكفاية والخبرة.
وبعثت بهذه التصوُّرات إلى الإخوة في الكويت، ليعطوا هذه التصورات إلى أحد القانونيين ليصوغها في صورة قانونية، على شكل نظام أساسي، ثم نبحث بعد ذلك كيف نستخرج القانون الذي يقرها ويعطيها الوجود القانوني.
وكنت اخترت تسميتها: «المؤسسة الخيرية الإسلامية العالمية» ولكن أخانا الكريم الأستاذ خليل حمد المدرس في قطر -وهو من الأعضاء المؤسسين- اقترح اسم «الهيئة» بدل اسم «المؤسسة» لاعتبارات تتعلق بالترجمة إلى الإنجليزية.
وبعد الصياغة القانونية المبدئية لنظام الهيئة: أرسل إلى الأعضاء الذين اختيروا من شتى البلدان ليبدوا ملاحظاتهم على مواد النظام مادة مادة، وفقرة فقرة، ويقترحوا تعديل ما يريدون تعديله، وحذف ما يرون حذفه، وإضافة ما يرون إضافته.
اختيار الأشخاص المؤسسين واللجنة التحضيرية:
نسيت أن أذكر أنا قد اجتمعنا في الكويت عدّة مرات لاختيار الأشخاص المؤسِّسين، وحرصنا كل الحرص على أن يكونوا ممثلين بقدر الإمكان للأقطار والأجناس والتيارات المختلفة.
كما اخترنا لجنة تحضيرية للنظر في كل ما يلزم للإعداد لهذه الهيئة وظهورها بالصورة الملائمة لإسلاميتها وعالميتها، وكانت اللجنة مكونة من ستة أشخاص:
1 - الشيخ يوسف حجي.
2 - الشيخ يوسف القرضاوي.
3 - الشيخ سليمان الراجحي.
4 - الشيخ عبد الله العقيل.
5 - الشيخ عبد الله المطوع.
6 - الشيخ أحمد بزيع الياسين.
كانت اللجنة تنظر في الترشيحات التي تقدَّم لها ليكونوا من المؤسسين، وتراعي موازنات مختلفة في الاختيارات، منها: تمثيل الأقطار والاتجاهات، وأهل العلم وأهل البذل، والشخصيات المقبولة في مجتمعاتها، ثم تخبر الذين وقع عليهم الاختيار وتعرض عليهم فكرة الهيئة كما تصورتها، ثم مشروع النظام الأساسي المقترح، وتطلب الرأي فيه.