تمر الذكرى وكأن شيئا لم يكن
كأن لم يكن بين الحجونِ إلى الصفا :: أنيسٌ ولم يَسمر بمكة سامر!!
معاويَّ داوِ ليعَاتْ :: ذَ الشعبْ إلِّ شورَكْ دَاوِ
واعجَلْ داوِ سابگ ما جاتْ :: تلكَ الأيامُ نداوِ (لُها)
يقول النابغة الغلاوي في نظمه (أم اطْرِيـد):
الحمد لله الغني الباقي :: مُبيد أهل الأرض والطِّبَاق
ثم الصلاة والسلام عبقـا :: على من استحال بعده البقا
هذا وذي تذكـرة للنـاس :: نظمتها تذكـرة للناسـي
سميتها بعقـد أم اطْرِيـد :: في عظة الواعظ والْمُريـد
قالت لنا أم الطريد الدنيـا :: ليست بشيء كلها لاثنيا
وشهد البَهْجَ لها على ذا :: وقلَّ من عن حكـم ذيـن لاذا
/
12 / 12
أفراح الشعب
مجموعة شعرية من وحي حركة 12 دجمبر التصحيحية
بين يدي هذه المجموعة:
الأستاذ /محمد محمود ولد ودادي
وزير الثقافة و الإعلام.
ها هي ذي بين يديك –أيها القارئ الكريم- باقة من القصائد كتبها شعراء موريتانيون في غمرة الفرح والابتهاج بعهد الحرية والمساواة والوئام في وهج الزهو والاعتزاز بالقائد الذي دشّن هذا العهد يوم 12 دجنبر 1984، فحطم الأغلال ورفع السيف المسلط على الرقاب وأعاد الأمن والطمأنينة إلى ربوع موريتانيا الحبيبة.
لقد كُتبَت هذ القصائد في مناسبات خاصة، فكانت ترحيبا صادقا وتقديرا وإكبارا لسيادة العقيد معاوية ولد سيد أحمد الطائع إبّان جولته في بعض المناطق الداخلية، أو في ذكرى حركة التصحيح ولكنها بمحتواها تتجاوز الحدث العابر إلى ما هو أعمق وأبقى، فهي ترسم جوانب لوحة قاتمة لوضع البلاد قبل حركة التصحيح، وتسجل منجزات الحركة، وتحيي في رئيس الدولة نموذج الابن البار والمخلص المنقذ.
وقائع حية.. وحقائق مشهودة...
كانت البلاد قبل 12 دجنبر 1984 قد تحولت إلى سجن كبير لأبنائها فضاقت بهم الأرض بما رحبت.. وساد الخوف والهلع، واكتظت السجون بالمواطنين واضطر كثيرون إلى أن يطلبوا خارج موريتانيا الأمن الذي فقدوه داخلها. ورافق الرعب المتزايد تدهور متلاحق في الوضع الاقتصادي والمالي للدولة: مشارع تتعثر.. مديونية تتزايد.. أرصدة تتناقص لحد ينذر بالافلاس.
وفي هذا الجو النفسي والاقتصادي الموبوء نمت ظواهر مرضية فتاكة بقيم المجتمع وكيان الدولة الحضاري: تفشت الرشوة وتنامت النزعات القبلية والجهوية والطائفية السياسية الضيقة لتحل محل الدولة التي عجزت أن تضع نفسها في خدمة الشعب فخسرت ثقته.
وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، كانت الدولة تعيش عزلة خانقة نتيجة لفقدان عنصر الحكمة في السياسية الخارجية.
وفي هذه الظروف العصيبة جاءت حركة 12 دجنبر، فواجهت التركة الثقيلة مواجهة وطنية شجاعة : أفرغت السجون و أعادت الممتلكات المصادرة وأعادت للمواطن الثقة بوطنه ودولته وقررت أن مهمة الدولة هي توفير الأمن لمواطنيها وضمان الحريات العمومية وليس العكس.. ودعت الشعب إلى التخلص من الوصاية التي يفرضها عليه من لا يمثلون مصالحه والمشاركة في تسيير شؤونه ومحاربة أمراض الإدارة والمجتمع: الرشوة.. القبلية.. المحسوبية إلخ..
وعلى المستوى الاقتصادي: وضعت القيادة خطة تقويم سهرت على تنفيذها خير تنفيذ فأخرجت البلاد من مأزق حرج وكسبت ثقة الممولين وتقديرهم.
وعلى الصعيد الخارجي: مدت القيادة يد الإخاء إلى جيرانها وإلى جميع الدول الشقيقة والصديقة، وفتحت مع الجميع عهدا جديدا من التعاون أساسه الحرص على سيادة الدولة واستقلالها وتقدير حقائق الشعب الموريتاني ومصالحه والرغبة في تعزيز عوامل الوحدة والتكامل والتفاهم في المحيط العربي -الاسلامي-الإفريقي, وعلى الساحة الدولية.
لقد غنى الشعراء لكل هذه المكاسب وترجموا أفراح الجماهير وآمالها ومطامحها إلى كلام موزون مقفى، نابض بالصدق، مفعم بالحرارة مشبع بالأمل والثقة والتفاؤل بالمستقبل ... وما الشعراء إلا ضمير الشعب ولسانه المفصح عن وجدانه.. ومن هنا تأتي القيمة المتميزة لهذا الديوان.
ليست هذه القصائد من فئة المديح التقليدي الذي يدلل به الساسة وتستدر به العطايا والهبات ..فلا مزايدة ولا تملق .. ولا تمسح بالأعتاب، وإنما هي حقائق حية ووقائع ملموسة: سيوف أغمدت، وأغلال كسرت، وآمال بعثت من مرقد طويل..
هي فرحة الخائف بالأمن والمظلوم بالانتصاف والاسير بالانعتاق ...
حَسْبُ الشعراء أن يكونوا قد جمعوا فيها بين عقل المؤرخ وعاطفة الإنسان وخيال الأديب، دون ان يفقدوا الصلة بالواقع، وحسب الكلمة فيها شرفها ..
إن شرف الكلمة هو أن تطابق المعنى الذي وضعت له، لا تفيض عنه إن هو لم يفض عنها، والكلمة -في هذا الديوان- شريفة بقدر ما هي صادقة.
محمد محمود ولد ودادي
وزير الثقافة و الإعلام
/
أعياد قومي تلاحقت
محمد سالم ولد عدّود:
معاويُ إني لست بالمتزلّف::و لست لقرض الشعر بالمتكلّف
ولكنها أعياد قومي تلاحقت::فما تقذف الأفراح في القلب يقذف
هنئيا لك العيدان فاسلم لثالث::بكانون يحيي ذكره كل منصف
ربيع وتشرين المجيد تعانقا::و قد وقفا في الصفّ أكرم موقف
ليستقبلا كانونك المشرق الذي::يطل على الآفاق إطلال مشرف
لبست من العيدين أبهج حلّة::فأبل وأخلف ثم أبل وأخلف
وجدّد من الإسلام ما كان قد عفا::ولا تن وانبذ لوم كل معنف
وسسنا بتوفيق وحلم وضاعفن ::جهودك في ضم الشتات وكثّف
فإنك إن أخلصت الله في الذي::تحاول تنجح، ما الكريم بمخلف.
/
تحية لدجمبر
أحمدُ ولد عبد القادر
دجنبر وافى طالعا يتبختر::تغنى له الأفلاك و الكون أزهر
نشيد سلام قرت العين وقعه::أهازيج يحدوهن نصر مؤزر
دجنبر هل أهدى لك الورد والسنى::أكاليل في أردانها تتعطر؟
وكيف وأنت النور والشمس ظاهرت::ربيعا و برداها خزامى وعنبر؟
أحبك حبي للبلاد وإنه::هو الحب لا حبا سواه فيبهر
ولست بمدّاح لقوم وإن علوا::ولكن فضل الأرض للأرض يذكر
مسحت دموعا كنّ جمرا تقرّحت::مساربه سيلا يجيش ويسعر
وجئت لتمحو كلّ قيد ملطّخ::ينوش رقابا في الدجى تتكسر
ونادت بك الأكوان والدهر شاهد::ألا إنما الإنسان فيك المظفّر
خلقنا بهذي الأرض قوما أعزّة::وأنفسنا بالخير تبنى وتعْمر
إذا غاب عنّا الماء والخبز لم تغب::كرامتنا فيما نقول ونبصر
و ترضعنا الصحراء روح انعتاقها::نسيما طليقا في العوالم يخطر
فكيف تربينا السلاسل أمة::سوى ما خلقنا كيف نحيا ونقهر؟!
إذا ملك الإنسان حقّ احترامه::فكلّ اعتبار بعد ذلك يصغر
دجنبر مرحى فالرؤى تلد الرؤى::مجنحة تحنو إليك وتعبر
طلعت طلوع الفجر والليل نائم::وسرت مسار البدر يعلو ويكبر
وإنّ رجالا قرّبوك لفتية::ستذكرهم أيامنا حين نفخر
تقدّم بنا إن السبيل طويلة::إلى أن يغطى الجدب للخصب مظهر
ونرفع من أمجادنا وتراثنا ::مشاعل يدعوها الغد المتطور
فذكراك باق في القلوب مناطها::تغنى له الأفلاك والكون أزهر
/
دجمبر عيد المجد
ناجي محمد الإمام
دجمبر في الآماد عيدك أسطع::وحمدك موفور وذكرك أرفع
فعهدك تصحيح ووعدك منجز::وقولك مفعول وفعلك أنجع
بيانك تقويم وصوتك ثورة::و هديك إيمان إلى الحقّ مهيع
وأمنك تأمين وأمرك نافذ::وعرضك محفوظ ووجهك أنصع
أتيت كما الغيث المرب فأمرعت::ربانا وفعل الخير للأرض ممرع
دجنبر هل ينساك شعب عتقته::وقد كان فيه الجور يرعى و يرتع
أينسى وكان القيد والخوف سيدي::بلاد يعض الجوع منها ويقطع
أينسى نيوب الموت تنهش جلده::أينسى يد الجلاّد تكوي وتصفع؟
أينسى عزيزا ذلّ في كل مهمه::يطارده نذل الطبائع أجدع؟
"أبا أحمد" فجّرت نبع دجنبر::فأرويت ظامي المجد والمجد مربع
"أبا أحمد" حرّرت شعبا مكبلا::فأضحى على سامي العلا يتربّع
هو الشعب ما نامت على الضيم عينه::و عمر الطواغيت الزمان مضيع
"أبا أحمد" مرحى فعش متفرّدا::على قنن التاريخ تسمو وترفع
"أبا أحمد" شنقيط و المجد وسمها::على هامك المرفوع بالخلد يطبع
تبايع فيك الابن و القائد الذي::على يده الآمال تبنى و تصنع
أبا أحمد "شنقيط" أعطتك سرّها::وإنك للأسرار أهل وموضع
أبا أحمد فاهنأ بعيد دجنبر ::فدهرك أعياد ومدحك مطلع
لواؤك منصور وجندك غالب::وحظّك موفور ونورك أسطع
أبا أحمد فاهنأ بشعب تقوده::فإنك أنت "السيف" والقوم "تُبَّع"ّ.
/
كانون ملحمة العشاق
محمد كابر هاشم
كانون فجر وأشواق و ملحمة::ونجمة من نجوم المجد غرّاء
كانون مئذنة شما ومأسدة::معطا وسنبلة خضراء فيحاء
كانون ملحمة العشاق سنبلة::ونخلة فرعت في التيه معطاء
النخل من قبل ضاقت عراجنه::واستُنزف النسغ والأملاح و الماء
ما إن ترى البسر في أعلى شمارخه::إلا وتسقطه نكباء هوجاء
به استطالت عجاف النخيل باسقة::واستأنست بحفيف البان ورقاء
الخيل من قبله هجن مغارسها::لا الخيل خيل ولا البيداء بيداء
أستغفر الله إلا ما تناقله::عن حرب داحس والغبراء أنباء
من قبله أحرف الجر استعين بها::في الفعل بل صار في الأفعال أسماء
من قبله الأصمعي أضحى مغمغمة ::حروفه واستطاب اللحن فرّاء
دمع الحرائر كانون يكفكفه::فاليوم لا دمعة خرساء حراء.
/
"أسوت الجراح" للشاعر
الخليل النحوي
لما أسأرت فيك الشهامة والندى::لثارات مجد فيك ما ذهبت سدى
لعهد رعى الاحرار فيك ذمامه::لمجـــد قديــــم المأثرات تجدّدا
أهلل يا أرض البطولات والفدا::وأهزج مزهوا وأصدح منــشدا
هنيئا لهذ الشعب عيد انعتاقه::أما كان قبل اليوم حرا مقيدا؟
رهين جنايات أسير دعاية::تمـزقه شلوا وتطعمه الـردى
وتنكر منه وجهه وانتماءه::كأن ليس قحا في المضارب سيدا
أمتهم من دب لا من جريرة::ومضطهد, لم يات سوءا وما اعتدى
وباكية العينين شاكية الحشى::يؤرقها ألاّ مجيب سوى الصدى
جراح وأنات هنا وهناك..لا ::تغادر كثبان البلاد ولا الكدى
تبث الجوى والرعب في كل خيمة ::وقد وسعت شعبا مهيضا مسهدا
تضيق به سوح البلاد رحيبة::فيسعى طريدا حيث كان مشردا
هموم تسنمت الذرى فجلوتها::وخلصت منها الآن و الأين و المدى
أسوت الجراح الداميات ثواعبا::فجفت، وأغمدت الخناجر والمدى
وكفكفت، لوّنت الدموع التي همت::فصارت ندى البشرى، وما كانت الندى
محضتكَ ودّي لم أكن متزلفا::على دخن، كلاّ ولا متوددا
ولكنه الإنصاف والخير يُبتغى::وما زرع الشعب العظيم ليُحْصَدا
لأيامه البيضاء هذي وقبلها::تقحم يوما قائظ الحر أسودا
وضحّى وعانى لا تفل شباته::فغور في سوح الكفاح وأنجدا
فكنت به برا وفيا لعهده::تلم بجد شمله المتبددا
وتلبسه ثوب الأمان بأرضه::فلا غرو أن غنى بذكرك أو شدا
يبادلك الحب الذي أنت أهله::ويفتح صدرا كان بالهمّ موصدا
ويبسط كف العهد.. هذي يد الوفا::لما تبتغي منا العلى، فابسط اليدا
ألا أيها الآتي مع الفجر ومضة::تبدد عنه الغيهب المتبلدا
على القدر الموعود كان دجمبر::وكنت لأعياد الكرامة موعدا
تهوّم في الآفاق أعراس بهجة::بها ادرع الشعب البشائر وارتدى
لك الله إما كنت لله فانطلق::وعش للعلى, للمجد, للحق للهدى
تبوأ مكينا ما تشاء من الذرى::على دربك الميمون, لا تخف العدا
ولا ترتضي للشعب إلا انعتاقه::أنرت العشايا أن يعود مصفدا
وسسه برفق إنه الخير كلّه::وشيّد له بالعدل صرحا ممردا
ووطّئ له الأكناف بالحلم وادعه::يُلَبّ, كما لبيتَ حين دعا الندا
لأنت ابنه البر الذي يزدهي به::وأنت الذي بوأته الأمن مقعدا
وكنت بما أوليته فخر يومه::فيا فخره في اليوم كن فخره غدا.
/
الجو أسبل رحمة
الداه بن الطلبه
عصم الرئيس وصحبه من عار::طغيان حكم م العدالة عاري
ظلم العباد بقتلهم ومساجن::غصت من الأشراف والأبرار
غصب وجور وانتهاك محارم::تبذير مال الغير للأشرار
غيرتمُ مجرى حياة شؤمها::باد بكلّ مضرة أو عار
ومنحتمُ عفوا كريما شاملا::جودا بأطيب فرصة الاعمار
وأنرتمُ وجه الطريق لقاصد::طيب الحياة ونصرة الأحرار
وهنا أجئ تبركا متمثلا::بمقول نجل بارع الأشعار
أو ما ترى صبح المنى متبلجا::ودجى الأسى متخرق الأستار
و حمى الضلالة حصنه متهدم::وسنا الهداية ساطع الأنوار
والبشر في أهل السعادة سارب::والكرب في قلب المعاند ساري
والجوّ أسبل رحمة ومسرّة::واليُمن في كل الأماكن جاري
دمتم وصنتم مااكتسبتم من ثنا::يا نخبة الأبطال في الأقطار
بقيادة البطل الزعيم معاوي الــمبدي سبيل تحرّر الأفكار
ثم الصلاة على النبيّ وآله::ما استبدل الأشرار بالأخيار
هذا وما رمت الثناء ولا الهجا::من قبل هذا المقصد الإجباري.
/
يا منقذ القطر
محمد محمود أبو شامه
يا مرحبا بك إسرارا وإعلانا::يا من أقمت لصرح العدل بنيانا
يا قائد اللجنة الغرّاء كم فرحت::بهذه الزورة العصماء دنيانا
يا لجنة اليمن والإصلاح شرّفنا::وفد الرئيس الذي في اليوم وافانا
أهلا بحرّاس أوطاني وسادتها::مَنْ أَلبسوا العدل للأوطان تيجانا
هم عصبة من أباة الضيم مخلصة::لهذه الأرض لا تنفك ترعانا
يسعون في رفع شأن القطر كم بذلوا::وسعا لإصلاحه شيبا وشبانا
"ذو التلميت" تغنى اليوم مفتخرا::بكم معاوي يا أغلى أعزانا
يا منقذ القطر من ذلّ ومهلكة::لقد كشفت بإذن الله بلوانا
يا ثاني العشر من ديسمبر نعمت::هذي البلاد بما أعلنت إعلانا
أعلنت للشعب عفوا عن بنيه ضحى::فهبّ يهتف بالأفراح جذلانا
حققت للشعب ما يُبقي كرامته::دينا وعفوا وتحريرا وعمرانا
أطلقت للشعب –كل الشعب- ألسنة::كانت مكممة ظلما وعدوانا
وذو الكفاءة قد أعليت قيمته::وكان من قبل ذا في القطر حيرانا
والاقتصاد لقد أحكمت خطّته::وخارجا أرضنا أعليتها شانا
لقد دعوت إلى تثقيف أمتنا::لنكسب القطر إبداعا وإتقانا
معلمين صبايانا وصبيتنا::كيما نرى مرأة الأوطان إنسانا
فالأمهات بفضل العلم قادرة::أن تكسب الطفل أخلاقا و إيمانا
إنا بأقلامنا تقوى سواعدنا::نبني مواطننا تزداد قوانا
في ظل لجنة تصحيح غطارفة::يرون محياهم في القطر محيانا
لنبرز اليوم ما كنت عواطفنا::وننشد الشعر أصنافا وألوانا
أهلا ومرحب لا تنفك لاهجة::بها حناجرنا أهلا أحبانا
من المحيط إلى "ذي التلميت إلى::نجد البشام فذات الشحن تلقانا
تلقى الحشود غزيرات مرحبة::ترحابنا بغزير الغيث يغشانا
تهش للقائد الميمون طائره::لا زال للقطر قسطاسا وميزانا
نسعى وإياه في إسعاد أمتنا::لا ضيّعَ اللهُ ربّ العرش مسعانا
صلّى الإله على المختار من مضر::والآل والصحب أزمانا فأزمانا.
/
أبى الله إلا رفعكم
أحمد بن محمد بن الشيخ سيديا
لقد زارنا برج من السعد طالع::كما جاء مدرارا من الغيث ناقع
فأهلا بهذا الوفد عاش رئيسه::معاوية الغطريف ينميه طائع
رئيس إذا تلقاه لقاك بشره::وللبرق لمع بعده الوبل هامع
له خلق يرضي الإله وخَلْقَهُ::فلا ساخط في شعبه أو منازع
فسكّن روع الخائفين وردّهم::وعمّت جميعَ القانطين المنافِعُ
رعى حرمات الحق فيهم تكرّما::رئيس لشمل الحمد والشعب جامع
أضاءت لنا الأيام في ظل حكمه::وأنهضنا توجيهه المتتابع
بقيت لدين الله تُعْلِي منارَه::وتَحمي حِماهُ إن أَلَمَ مفاجع
وأنقذتنا من جاحم في دجمبر::توقده عم المواضع لاذع
أبى الله إلاّ رفعكم وعُلُوّكُم::وليس لما يُعليه ذو العرش واضع
لك الله في كلّ الأمور مؤيدا::يمدك بالسعد الذي هو ساطع
كذا فليدبّر دولة ورعيّة::رئيس بحفظ الدين والعدل بارع
فلا أنت عند السخط منك ولا الرضا::لغير الذي يرضى به الله صانع
ولا وجل عند الخطوب إذا دهت::ولا أنت مما يحدث الدهر جازع
وعدلك أغنى عن غيوم تتابعت::وعدل الرئيس للخصوب مشايع
ولجنتنا العظمى لإصلاح شعبنا::إذا ما رَمَتْ لم يَبْقَ للقوس نازع
تناط بها الآمال والخطب مدهش::وتستمطر الجدوى وتخشى القوارع
تصول وتحمي شرعة نبوية::فذو الشرّ مقهور وذو البر قانع
فما الحب إن ضاعفته لك باطل::ولا القلب إن أصفيته لك باخع
فلا ترفضوا الفرع الذي طاب أصله::ولا تنقضوا العهد الذي هو شائع
وصلّى إله الخلق ربّ محمد::عليه، فما في الحشر إلاه شافع.
/
معالم التصحيح ..أعظم معتبر
محمد يحي ولد خيري
بطل الخلاص وصانع الثاني عشر::ودجمبر الميمون والعام الأغر
والفترة الذهبية المثلى التي::تتجاوب الرغبات فيها والقدر
إن "الركيز" ليحتفي بقدوكم::من بعد ما قد كان أعظم منتظر
أهلا بكم ومرافقيكم والألى ::حملوا اللواء غداة رفرف وانتصر
عهد الخلاص والانعتاق حقيقة::والأمن والعمل المواكب بالظفر
عهد به غشي الرخا أحياءنا::عبر المناطق والخلايا والأسر
يا أيها الشعب اعتبر وحز المنى::فمعالم التصحيح أعظم معتبر
أوليس تقويم اقتصادك مكسبا::ضخما يضاف إلى مكاسبك الأُخَرْ؟!
عقد العقيد العزم أن لا ننثني::عن مدرج الأمم الهوادي والزمر
وقرار برمجة الديون موفق::لولاه لم يدر الملا أين المفر
وقرار منح العفو كان شموله::للشعب من إحدى المسرّات الكُبَرْ
وقرار تطبيق الشريعة سائر::حيث الحدود جوابر أو مزدجر
وقرار تطهير الإدارة صارم::وهو المحك لنضجنا والمختبر
وقرار تطبيق العقوبة والجزا::أوفى بحق من انتهى ومن ائتمر
وقرار تطوير المناهج مبدع::في صهر طاقات الفآت ومبتكر
وقرار تجسيد الحياد كواقع::في مشكل الصحراء أشرف مفتخر
وقرار توفير المياه متابع::فالماء من انبوبه الثاني انهمر
وقرار تخفيف البطالة منصف::في حق من بلغوا التقاعد والكبر
والعدل في التوظيف أصبح نافذا::حقا ولم تعد الوظائف تحتكر
وامتد ظل الأمن ثمة وارفا::وعلت طوالع سعده مثل القمر
وتجمع الشمل الشتيت وأسكتت::من فوهة الإرهاب صيحات الضجر
وتعززت سبل الوئام ووثقت::منه العرى وجرى بمجراه النهر
وافتر ثغر اليمن عن وضح الإخا::يتناثر الياقوت منه والددر
والصدر أثلج والمسامع شنفت::والعين من مرئيها الأبهى تقر
وقضى الوداد الصادق الأصفى على::ما للتناقض والخلاف من البؤر
وتوارت الأحقاد وانتظم الصفا::وانجابت الأكدار وانقشع القتر
يا شؤمه من عهد حيف لم تكن::تبقى الضغائن من ذويه ولا تذر
و لىّ و أصبح للمآسي متحفا::وجهاز فحصٍ للمواعظ والعبر
ولقد تدورك فامّحت آثاره::من بعد ما قد كان يؤذن بالخطر
يا بهجة الرؤساء والزعماء بل::يا منشئ التاريخ والفرص الغُرَرْ
إنا لنُكْبِرُ فيك لابن الطائع الوطنية العُظمى وإسعاد البشر
فاهنأ فأنت حرٍ بما أوليته::أو لم تكن لبلادك الولد الأبر
والعادِلَ الأحكامِ والحَكَمَ الرّضيِ::وكأنما كل اقتباسك من عمر!
والحلم وصفك في اشتقاق أصوله::وكأنما بك مبتداه والخبر
صلّى الإله مسلّما منه على::خير البريّة من به شرفت مضر.
/
يا ملمّ الشتات
محمدن ولد محمد الحافظ
أيها الشعب قم فذا كانون::وتجدّث إن الحديث شجون
قد أعيدت لك الكرامة فاطرب::واشد ما شئت ما عليك عيون
لم تعد للجدران أذن فسامر::آمن القلب لا تُخِفْكَ الظنون
لا تجمجم في حلقة الشاي واذكر::كل ما كان والذي سيكون
واصرف الجهد في البناء فكانون له الصلح والإخا عربون
وقد محا ذكريات أمسٍ رهيب::وبه دُكَت للطغاة حصون
وتوارت عبادة الفرد وانزاحت هموم وخشية وشؤون
سلطة الفرد والتظاهر بالعدل وتحت الخفاء حقد دفين
بذرت في أهوائها جهد شعب::أكلته شدائد وسنون
عفرت حرمة البلاد وداست::حرمات القانون فهو مهين
كل عام نداء جمع وجمعٍ واعتقال وحملة وسجون
واقتصاد يسر نحو التدني::ويسار طورا وطورا يمين
واعتماد على الضغائن في الحكم فهذا مقصي وهذا مكين
وعلاقات في السياسة ضيزى::وحياد مزيف وهجين
بين هذا وذاك ضاعت بلادي::فانتشلت البلاد يا كانون
وأعدت احترام شعب تهاوى::ذكره واحتوت عليه الديون
وأعدت القانون حكما وفصلا::فاسترد احترامَهُ القانون
هبّة المخلص الأصيل وخط::وطني وطالع ميمون
يومها أشرقت أسرّة وجه الـــأرض واستبشر الحبيس الرهين
وجنى ثمرةَ التصالح شعب::طالما هزّه للأمن الحنين
لا حبيس تحت الإقامة يخشى::صولة الظلم فهو حر سجين
أو غريب مطارد أو مدان::ذنبه أنه لهذا قرين
ثاني العشر من دجمبر هذي::بيعتي أنت بالولاء قمين
أنت صالحت الشعب بالجدّ والحزم وعزم في الحق ليس يلين
ثم ناديت للبناء هنيئا ::كل صعب في الصلح سهل يهون
مُرْ نُطِع أمرك الرشيد فما بعدك عطر ولا، ووراك مصون
محو أمية الجماهير كسب::لرقي المواطنين ثمين
واقتصاد البلاد في خطة التقويــم نهج نجاحه مضمون
ذاك هدي الرئيس من بهداه::قد رست في برّ الأمان السفين
يا أبا أحمد يحييك شعب::قد رأى أنك الرئيس الأمين
والزعيم الذي عفا فاشرأبّت::نحو إنجازه العظيمِ العيونُ
ولعمري ما كنت مداح حكم::لا ولا كنت بالمديح أدين
غير أني أوفي الرئيس وكانون حقوقا ما كنت فيها أخون
يا ملم الشتات هذي علوم الضـّــاد يندى لما تعاني الجبين
هذه أسرة المحاظر تشكو::عَنَتَ الدّهر ما لها من يعين
كم محت من أمية فهي حصن::لحمى الدين والتراث حصين
ليس بدعا إذا حميتم حماها::فإليكم قد يجأر المسكين
حاش لله ان يُضامَ تراث::في حماكم أو يُستبَاحَ عرين
يا معاوي مرحبا ردّدتْها::أمهات وإخوة وبنون
وجماهير اضمروا من وداد::وانتماء أضعاف ما قد يبين
قد حللتم -والوفد- أهلا فغنّى=بالمنى طائر وماست غصون
لو تصحّ الجفون دربا لأمست::لكم في درب المسار الجفون
وصلاة على المشفّع من زال به الشك واستنار اليقين
/
الجو نور و أعباق
محمد الحافظ بن السالك بن الطلبه
أهلا تجسّدها هذي الأغاريد::وذي الطبول وهاتيك الزغاريد
و ذي الهتافات بالترحيب رائعة::صوتا وللصوت تمطيط وتمديد
واللافتات مرايا للقلوب لما::تجنه من معاني البشر تجسيد
أهلا وسهلا ولا يني الزمان بها::في كلّ آن من الآناء تجديد
أهلا وليس لها حدّ تُحَدّ به::لا سيما وقريض الشعر محدود
أهلا ولم تكن ألفاظا مجردة::نقولها فلها بالحال تأكيد
فالحال ناطقة فصحى الخطاب لها::بما بقى عن لسان القول ترديد
والجو نور وأعباق وزغردة::والأرض رقص وتصفيق وتغريد
إذ جاء قائدنا السامي وموكبه::محمود سعي به حفت محاميد
أرض "الركيز" بهم تهتزّ رابية::تجودها من حيا البشرى تجاويد
وقد أتى –وهو يحدوه ويقدمه-::يمن ونصر وتمكين وتأييد
قد جاء قاصدنا يرمي مقاصدنا::وإنه بتحايانا لمقصود
لنا الهناء به ضيفا يزور وإذ::دارت على يده منا المقاليد
كنا إلى مثله عطشى القلوب عسى::يكون فيه لنا سقي وتبريد
فالأرض إذ ذاك أحباس ومقبرة::يجري بها من دم الأشراف أخدود
والشعب عابس وجه شاحب قلق::والكون صدر من الإرعاب مزرود
والنار موقدة واللسن يوثقها::ضرب وحبس وتعذيب وتشريد
للضرب والقتل يجري كل متهم::وللمبرإ تعزير وتهديد
أخطاء حكم أتى حكم يصححها::مرحى له ولما أسداه تخليد
بيوم صدق أتى صدقا تحيط به::أسد كتائب من إنتاجه صيد
قد جاء شمسا تنير النور ساطعة::تغشى الورى ولليل الجور تبديد
فانزاح ما كان يغشى الكون من شبح::في ظرف يوم وذاك اليوم مشهود
فأصبح الوطن المحبوب منشرحا::يدعو: بني إلى أعشاشكم عودوا
وكان والصدر منه ضيّق حرج::والحلق فيه شجى والثغر مسدود
واليوم للسن إطلاق تترجم ما::تشاء فما في القول تقييد
وللأباطيل إزهاق وتنهية::وللعدالة بالقرآن تشييد
/
أخو الضياء اللامع
الدنبجه بن معاوية
هذا معاوية الفتى ابن الطائع::هذا الرئيس أخو الضياء اللامع
هذا الذي ترك البلاد وما بها::شوك يدق وما بها من لاسع
فهو السخيّ إذا السنون تتابعت::وهو الكمى لدى الصريخ الهائع
متسارع نحو المكارم جهده::أما الخنى فإليه غير مسارع
وإذا الشعوب تبيعها الرؤسا فما::هذا الرئيس لشعبه بالبائع
كم في وفودك من أكارم سادة::وسمادع لسمادع لسمادع
لا غرو إن حاز السيادة يافعا::قرم نماه سيد احمد بن الطائع
لله درك من مسالمة الورى::في الداخلي و الأجنبي الشاسع
كم فتنة سكنتها وملمة::فرجتها من أخي ضلال ضالع
هذا "أبوتلميت" أصبح لابسا::بقدوكم حلل السرور الساطع
واللهَ نرجو أن يمد زمانكم::متتبعين سواء نهج الشارع
نرجو لكم ها بجاه محمد::و بآله و بصحبه و التابع
صلّى الإله عليه ما سجعت على:: فنن مطوقة الحمام الساجع.
/
سموت إلى العلياء
إسماعيل بن سيدي عبد الله
أبوتلميت البشر يغمره فعما::وراح إليه النصر يدعمه دعما
بوفد رئاسي به حلّ زائرا::على رأسه يبدو معاوية الأسمى
ينال جليل الحظ كل من اسمه::معاوية حزما معاوية عزما
معاوية فكرا ورأيا ومحتدا::معاوية علما معاوية حلما
سموت إلى العلياء يالشعب جاهدا::إلى أن غدا بالعزّ في القلعة الشماّ
وما زلت في محو الجهالة ساعيا::تحطم ركن الجهل تهدمه هدما
وتوثر أهل العلم رفعا لقدرهم::تجدّد من عافى العلوم لنا رسما
ويا لَجْنَةَََ التصحيحِ طوبى لسعيكم::فما نختشي ظلما ولا نشتكي هضما
فقد شاع أمن للقلوب مطمئن::غداة توليتم قيادتنا حكما
فسيروا على درب البناء وقوموا::قيادتنا إنا نساندكم حتما
أقادَتَنَا إن المشاكل جمة::ولكننا بالعزم نهزمها هزما
فعونا على روض الصعاب وكسرها::فأنتم لها نعم لبمعين على الغما
فتعميم ماء بالطريق وكهربا::مطالب هذا القطر هم بها هما
ليشرب ظمآن ويبني بيته::وينقل في سيارة قوته الأعمى
ونملأ سهل الأرض بقلا وخضرة::ونغرس أشجارا ونسقيها طعما
ونحرث ما شئنا ونغرس نخلنا::وتنمو المواشي للمنمني إذا نمى
ويحسن حال الكل من بعد بؤسه::وينعم أهل الأرض كلهم نعما
وإنا لنشكوكم جمود رواتب::على أن للسعر ارتفاعا هنا جما
وجازاكم الرحمن خير جزائه::لعبد مطيع رم أعماله رما
وصلى على من جاء بالذكر مرسلا::وكان شفاء ذكره البدء و الختما.
كامل الود
سيدي محمد