استوقفتني عدة فقرات من خطاب فخامة رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى الثانية والستين لعيد الاستقلال الوطني، وسأتوقف في هذه السلسة مع بعض فقرات هذا الخطاب الذي تضمن حصيلة لما تحقق خلال السنوات الثلاث الماضية، ولما سيتحقق في وقت قريب.
وستكون البداية مع الفقرة قبل الأخيرة من الخطاب، والتي تم تخصيصها للإعلان عن زيادة في الرواتب ابتداءً من فاتح يناير 2023، وسنتوقف في هذه الفقرة عند النقاط التالية:
1 ـ إن هذه الزيادة كانت زيادة عامة، حيث شملت جميع الموظفين والوكلاء العقدويين للدولة المدنيين والعسكريين.
2 ـ يمكن القول بأنها زيادة معتبرة فهي تصل إلى 20 ألف أوقية قديمة على الراتب الصافي لجميع الموظفين والوكلاء العقدويين للدولة المدنيين والعسكريين، وهي تمثل بالنسبة ل 40% من المستفيدين منها زيادة أكثر من 20%. نعم إنها زيادة معتبرة بالنظر إلى الظرفية الصعبة التي جاءت فيها، والتي تزامنت فيها جائحة كورونا مع حرب أوكرانيا، الشيء الذي كانت له انعكاسات سلبية على اقتصاديات كل دول العالم.
3 ـ هذه الزيادة، حتى وإن كانت قد شملت كل الموظفين، إلا أنها منحت امتيازا خاصا للفئات الهشة من العمال (أصحاب الحد الأدنى للأجور)، حيث تم رفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 50%. هذا الامتياز الخاص لأصحاب الحد الأدنى من الأجور يعكس جانبا من اهتمام الرئيس بالفئات الهشة، وهو اهتمام تعكسه العديد من القرارات التي تم اتخاذها خلال السنوات الثلاث الماضية.
4 ـ لم تتوقف الامتيازات الخاصة على أصحاب الحد الأدنى للأجور، بل شملت الامتيازات الخاصة قطاع التعليم الذي يشكل محورا مهما من اهتمامات الرئيس، فمنحت "مكافأة تشجيعية للمعلمين والأساتذة وطواقم التأطير العاملين في المدارس الأساسية والمؤسسات الثانوية طيلة السنة الدراسية قدرها عشرة آلاف (10000) أوقية قديمة"؛
5 ـ وفي إطار الاهتمام بالفئات الهشة، تم الإعلان في الفقرة الخاصة بزيادة الرواتب من الخطاب عن زيادة الإعانات العائلية المدفوعة من قبل نظام الضمان الاجتماعي بنسبة 66%.
6 ـ أهمية هذه الزيادة تظهر من خلال ردود الأفعال الإيجابية للعمال وللهيئات النقابية التي أصدرت بيانات مثمنة لهذه الزيادة .
خلاصة القول بالنسبة لهذه الفقرة من الخطاب هي أنه كانت هناك زيادة معتبرة لجميع الموظفين والوكلاء العقدويين للدولة المدنيين والعسكريين، وأن أصحاب الرواتب الدنيا تم منحهم امتيازا خاصا، كما مُنحت مكافأة خاصة للطواقم الميدانية في التعليم، هذا فضلا عن الإعانات العائلية المدفوعة من قبل نظام الضمان الاجتماعي، والتي زادت بنسبة الثلثين.
يتواصل إن شاء الله..