الإنجاز عمل تراكمي هدفه الإنسان الموريتاني في كل أبعاد حياته، وقياساته تكون وفق وسائله المتوفرة وظروفه، وبموضوعية تتعالى على الإصطفاف السياسي الآني فإن مقارنة حصيلة 12 سنة باستدانة وصلت سقفها الأعلى مع حصيلة ثلاث سنوات عرفت زيادة مهمة في معدلات النمو، واستطاع فيها الموريتانيون عبور الأزمة بأقل الخسائر والعديد من الإنجازات، والتي من أهمها جدولة ديون البلاد الخارجية والنزول بها إلى مستوى النصف، وفي ظل أزمات صحية عالمية وحروب طاحنة هزت أمن العالم الغذائي ومنظوماته الصحية ليعتبر أمراً فيه من التعسف والتطرف والمبالغة الكثير.
وفي ظل التهدئة التي طبع بها رئيس الجمهورية حياتنا السياسية فإن من حق أي كان فك تحالفه مع الرئيس غزواني والتراجع عن تأييده أو "صداقته" مهما كان السبب، كما من حقه إقامة تحالفاته أو عقد صفقاته مع من شاء وعلى أية قاعدة شاء، لكن مصادرة إنجازات الرجال وجهودهم أمر لا يتم حتى في عالم الحيوانات.
وكما اختلفنا حول حصيلة العشرية التي عادوا اليوم للإشادة بها بعد أن كانوا يقيمونها دمارا وسوادا بينما كنا نرى أنها عرفت إنجازات كبيرة بفضل جهود رجال ونساء موريتانيين مخلصين، ونحتسب للرئيس السابق نصيبه منها والذي لن ينمحي أو يتلاشى إلا بإدانته قضائيا بتهم الفساد مهما كانت خلافاتنا معه، فإننا وبنفس القدر نسجل اختلافنا معهم حول حصيلة الرئيس الحالي للسنوات الثلاث المنقضية، وانتظاراتنا في ما بقي من مأموريته.
لقد كان الخطاب الرئاسي في عيد الاستقلال قاطعا ومحددا في حصيلته وأرقامه، وهو ما أزعج الخصوم وحرك مياههم الراكدة إلى هذا الحد.
أما المنازلة الانتخابية فسيعرف الهزيمة فيها من استمرأها واعتادها والأيام بيننا.