تأسيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية (تابع)
تشويه صورة الهيئة عند المسؤولين:
كان البعض قد شوَّه في تقريره صورة الهيئة عند المسؤولين وقال لهم: إذا أردتم أن تدعموا الإخوان المسلمين فادعموا الهيئة الخيرية!!
وهو تشويهٌ ظالم، فعلى الرغم من أن الداعي لفكرة الهيئة كان من الإخوان، وأن عددًا من أعضائها من الإخوان، فإن الهيئة تتميَّز بتمثيل متوازن لكل فئات الأمة، خصوصًا على مستوى أهل السنة، ولم يكن يسعها أن تتجاهل الإخوان المسلمين، وهم جماعة حيَّة كبيرة لها وجود ملموس في كل أقطار المسلمين.
ومن نظر إلى مجموع المؤسسين وجد فيهم عددًا كبيرًا من السعوديين.
نظرة رياضية:
وهذا الموقف من الأنظمة الحاكمة جعلني أستشعر أن الأمر ليس كما كنت أتوقعه، حين قلت: إن الألف مليون دولار يمكن أن تجمع من أكثر من ألف مليون شخص، على أساس متوسط دولار لكل فرد.
وقد نظرت في الأمر يومًا نظرة رياضية، فقلت: يمكننا أن نجمع الألف مليون بواحدة من هذه الطرق.
(1000) ألف فرد، يدفع كل واحد (1000000) مليون دولار، فتكون النتيجة = 1000.000000 ألف مليون.
أو (10.000) عشرة آلاف فرد، يدفع كل واحد (100.000) مائة ألف دولار، فتكون النتيجة = 1000.000000 ألف مليون.
أو (100.000) مائة ألف فرد، يدفع كل واحد (10.000) عشرة آلاف دولار، فتكون النتيجة = 1000.000000 ألف مليون.
أو (1000000) مليون فرد، يدفع كل واحد (1000) ألف دولار، فتكون النتيجة = 1000.000000 ألف مليون.
أو (10.000000) عشرة ملايين فرد، يدفع كل واحد (100) مائة دولار، فتكون النتيجة = 1000.000000 ألف مليون.
أو (100.000000) مائة مليون فرد، يدفع كل واحد (10) عشرة دولارات، فتكون النتيجة = 1000.000000 ألف مليون.
أو (1000.000000) ألف مليون فرد، يدفع كل واحد (1) دولارًا، واحدًا، فتكون النتيجة = 1000.000000 ألف مليون.
عقبات وحواجز:
ولكن تبيَّن لي أن هناك عقبات وعقبات، وحواجز وحواجز، تحول بيننا وبين الوصول إلى الفرد المسلم العادي، وأن هناك مئات الملايين من المسلمين لا يمكن الوصول إليهم، بعضهم وراء الستار الحديدي، وبعضهم محبوس في أقفاص الأنظمة الشمولية، وبعضهم تحكمه أنظمة علمانية إذا سمعت كلمة «إسلام» أصابها ما يشبه الصَّرَع، وبعضهم مشغول بلقمة عيشه التي لا يكاد يجدها.
وتمخّضت جهودنا في جمع الأموال التي أردناها في بلدين اثنين: الكويت بلد المقر، والذي كنا نطمع أن تمدنا دولته بمبلغ محترم يوقف الهيئة على قدميها في أول مسيرتها، وانتهت المقابلات والوعود إلى مبلغ 200.000 مائتي ألف دينار كويتي! غير المليون، الأول من أخينا أبي بدر، ثم عمارتان أوقفهما للهيئة، وتبرعات بعض أهل الخير، أخلف الله عليهم وجزاهم خيرًا.
والبلد الثاني، هو: قطر، الذي كان حساب الهيئة فيه عامرًا دائمًا بتبرعات أهل الخير، ولا سيما قبل أن تنشأ جمعية قطر الخيرية، وتستقطب معظم تبرعات المحسنين فيها.
ولقد زرنا الشيخ الأنصاري وأنا: عددًا من الشيوخ والتجار في قطر نعرّفهم بالهيئة وأغراضها، ونلتمس منهم دعمها بما أفاء الله عليهم، فكان معظمهم يسألنا: هل يجوز أن ندفع لها من الزكاة؟ وكان الجواب: يجوز دفع الزكاة للهيئة، ولكنها ستُصرف في مصارف الزكاة، ولن تدخل في رأس مال الهيئة المنشود الذي يعد صدقة جارية لصاحبه، وهو بمثابة الوقف الخيري، الذي يدوم ثوابه ما دام الانتفاع بريعه مستمرًا، حيث يحبس أصله، وتسبّل ثمرته.
والآن وقد مرّ على تأسيس الهيئة رسميًا خمس وعشرون سنة: لم نجمع من رأس المال المطلوب (وهو ألف مليون دولار) إلا مائة وخمسة وثلاثون (135) مليون دولار، وهو عار على أمة الإسلام.