حظيتُ بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى الثانية والستين لعيد الاستقلال الوطني بتوشيح من فخامة رئيس الجمهورية بوسام فارس من نظام الاستحقاق الوطني، ويُعدُّ هذا التوشيح بالنسبة لي ليس مجرد توشيح شخصي، وإنما هو توشيح لحملة معا للحد من حوادث السير ولكل نشطائها على ما بذلوا من جهد توعوي مشهود في مجال السلامة الطرقية خلال السنوات الست الماضية.
إنه بالفعل توشيح لحملة معا للحد من حوادث السير، ونحن في الحملة ندرك أكثر من غيرنا مدى اهتمام فخامة رئيس الجمهورية بالسلامة الطرقية، لقد أدركنا ذلك الاهتمام يوم سلمناه عريضتنا المطلبية خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات 2019، وقد تعهد لنا حينها بالعمل على تنفيذ كل المطالب التي جاءت في عريضتنا المطلبية في حال وصوله إلى السلطة.
لقد أدركنا مدى اهتمام فخامة رئيس الجمهورية بالسلامة الطرقية يوم خصص أول اجتماع وزراء في عهده بعد اجتماع التعارف لنقاش ملف السلامة الطرقية، وكانت تلك سابقة من نوعها لا أظنها قد حدثت في عهد أي رئيس سابق.
كما أدركناه كذلك عندما سارع بإنشاء لجنة وزارية مكلفة بالسلامة الطرقية، وتم اعتماد إستراتيجية وطنية للسلامة الطرقية، فنُشرت عشرات سيارات الإسعاف على أهم المحاور الطرقية، ومن المعروف أنه لم تكن توجد سيارة إسعاف واحدة على شبكتنا الطرقية قبل نهاية العام 2019، وبدأ استخدام الرادارات لمراقبة السرعة، وأطلقت حملات وطنية في مجال السلامة الطرقية، وأعلن عن جوائز سنوية لصالح أفضل شركة نقل وأحسن سائق، وكان لكل ذلك الأثر الإيجابي في الحد من حوادث السير في بلادنا.
وبخصوص مطلب الحملة المتعلق بإنشاء طريق مزدوج على مقطع (نواكشوط ـ بوتلميت)، وإعادة ترميم كل المقاطع المتهالكة من طريق الأمل في وقت متزامن، ووضع برنامج صيانة شامل ودائم على هذا الطريق الحيوي، تفاديا لما ظل يتكرر خلال العقود الماضية، حيث كان كلما تم الانتهاء من ترميم مقطع من هذا الطريق الحيوي تهالك مقطع أو مقاطع أخرى، وهكذا دواليك..بخصوص هذا المطلب فإننا في الحملة نستبشر بالتقدم الملحوظ مؤخرا في ترميم بعض المقاطع على هذا الطريق الحيوي، كما نستبشر أيضا بما جاء في خطاب الاستقلال من أن انطلاق الأشغال في بناء وإعادة تأهيل (855 كلم) سيبدأ قبل نهاية السنة الحالية، وسيشمل إعادة بناء مقطع (ألاك ـ مقطع لحجار)، ومقطع (جوك ـ كيفه)، ومقطع ( الطينطان ـ لعيون)، ومقطع (لعيون ـ أعوينات أزبل)، ومقطع (أعينوات أزبل ـ تمبدغة)، ومقطع (تمبدغة ـ النعمة)، وذلك بالإضافة إلى مقاطع أخرى في محاور طرقية أخرى.
نعم إننا في حملة معا للحد من حوادث السير هم أكثر من يدرك مدى الاهتمام الذي يوليه فخامة رئيس الجمهورية للسلامة الطرقية، كما ندرك أيضا أهمية بعض الخطوات التي تم اتخاذها خلال السنوات الثلاث الأخيرة، والتي انعكست إيجابا على السلامة الطرقية، وسعيا منا في الحملة لأن يظل هذا التحسن في السلامة الطرقية في تصاعد مستمر، فإننا نستغل هذا التوشيح للتذكير ببعض مطالب الحملة الملحة، والتي تحتاج لتدخل من فخامة رئيس الجمهورية، وذلك بعد أن تأخرت الجهات المعنية في تنفيذها:
1 ـ إجبار سائقي حافلات شركات النقل على التقيد بالسرعة المحددة من خلال فرض وضع مثبتات السرعة في الحافلات أو وضع شرائح ذكية ترسل رسائل نصية كلما حدثت عملية تجاوز للسرعة المحددة. إن الاستمرار في التغاضي عن تهور الكثير من سائقي شركات النقل أصبح يشكل خطرا حقيقيا ليس فقط على المسافرين في حافلات تلك الشركات، بل وعلى كل سالكي ومستخدمي شبكتنا الطرقية؛
2 ـ المسارعة في إطلاق تطبيق "سلامتك"، والذي سيمكن في حالة إطلاقه من تقديم معلومات محينة عن وضعية الطرق لكل سالكي ومستخدمي شبكتنا الطرقية؛
3 ـ بذل المزيد من الجهود التحسيسية و التوعوية، خاصة وأن نسبة ما يزيد على 80% من الحوادث في بلادنا هي نتيجة لأخطاء بشرية حسب الإحصائيات الرسمية. وفي هذا الإطار فإن الحملة لديها برنامج توعوي واسع يحتاج لإطلاقه تعاونا من مؤسسات الإعلام الرسمي.
وفي الأخير، فإني أجدد الشكر ـ باسمي الشخصي وباسم الحملة ـ لفخامة رئيس الجمهورية على التوشيح بوسام فارس من نظام الاستحقاق الوطني بمناسبة الذكرى الثانية والستين لعيد الاستقلال الوطني.
حفظ الله موريتانيا..