كنا ندرس بجامعة الحسن الأول بمدينة أسطات سنة 2010 وجاءت طالبة تخرجت معنا من جامعة نواكشوط تبحث عن التسجيل وباتت مع طالبات يقمن بالحي الجامعي، وفي الصباح ذهبت لعمادة الكلية تبحث عن موافقة على التسجيل فتعثرت وأصيبت بكسر في القائمة، جاءت سيارة الإسعاف وتم نقلها بسرعة لمستشفى الحسن الثاني بالمدينة وأجري لها فحص بالرنين المغناطيسي أكد حاجتها لإجراء عملية تكلف عشرين ألف درهم، تحدثنا مع رئيس القسم وشرحنا له أننا مجموعة من الطلبة وأن ظروفنا المادية لا تتحمل دفع هذا المبلغ أشار علينا بحمل التقرير إلى مدير المستشفى والتحدث معه في الموضوع دخلنا على المدير واستقبلنا ببشاشة واستمع إلينا بإنصات وقرء التقرير ثم قال هذا المبلغ بعضه ثمن لدعامات حديدية ستتم زراعتها جبيرة وبعضه تكاليف العملية ، بالنسبة للشرائح عليكم شراؤها وبقية التكاليف سيتحملها المستشفى خرجنا من عنده بعد أن شكرناه كثيرا وذهبنا للصيدلية فوجدنا أن ثمن الشرائح لا يتجاوز 3500 درهم أي أن المستشفى تحمل 16500 درهم، ثم إن المدير أعطى أمرا بالسماح للموريتانيين بزيارة مريضتهم في أي وقت يشاؤون رغم أن وقت الزيارة بالنسبة للمغاربة ساعتان مساء ولا مجاملة ولا مساومة فيه.
ملاحظة: صدمت سيارة قريبا لي سنة 2002 في حدود الحادية عشرة ليلا وتم حمله للمستشفى الوطني بانواكشوط ولم نعلم به إلا الواحدة والنصف وعندما وصلنا المستشفى وجدناه ملقى على سرير في الحالة المستعجلة في حالة غيبوبة ولم يتلق أي إسعاف وتوفى بعد هذا الحادث بحوالي أسبوع رحمه الله.