يعاني العديد من البشر، عبر العالم من نوبات الصداع النصفي، لأسباب عديدة ومتنوعة، بدءا من العوامل الهرمونية أو النفسية، أو العصبية، وانتهاء بالعوامل الجسمية، والعضوية والبيئية.
ويؤثر الصداع النصفي على قدرت التركيز عند الأفراد، ويجعل القيام بأنشطة حياتنا اليومية أمرا في غاية الصعوبة، نظراً لتسببه في الآلام الشديدة.
والصداع النصفي، مرهق للغاية وقد يتسبب في لجوء المصابين إلى الاستلقاء في غرفة مظلمة لبضع ساعات، حتى تنتهي نوبة الصداع النصفي.
وقد اكتشفت دراسة حديثة أن نوبات الصداع النصفي قد لا تكون عشوائية، كما نعتقد،بل تلعب الأغذية والأطعمة، المفتقرة للفيتامينات والعناصر لبغذائية الضرورية، التي يتناولها الناس دورا كبيرا في إصابتهم بالصداع النصفي.
وفي الدراسة، التي نشرتها مجلة "نيوتريشينال نيوروساينس" Nutritional Neuroscience، نظر الباحثون في البيانات التاريخية للمرضى، ووجدوا أن سوء التغذية الخفيف والمتوسط والشديد كان مرتبطا به المشاركون الذين يعانون من صداع شديد بشكل متكرر.
ولاحظ الباحثون أيضا أن أولئك الذين عانوا من الصداع الشديد والصداع النصفي غالبا ما يتّبعون نظاما غذائيا يفتقر إلى الفيتامينات والعناصر الغذائية.
وبشكل أوضح، لاحظ الفريق أن الأنظمة الغذائية التي يتبعها مرضى الصداع الشديد والصداع النصفي تميل إلى نقص الفيتامينات والعناصر الغذائية مثل الألياف الغذائية، وحمض الفوليك الكلي، والريبوفلافين، والسيلينيوم، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، وكذلك فيتامين A وفيتامين B6 وفيتامين B12، وفيتامين C وفيتامين K.
وكان هؤلاء الأفراد أيضا يشربون المزيد من القهوة ويستهلكون المزيد من الثيوبرومين، وهو موجود في الشوكولاتة.
ونتيجة لذلك، خلص الفريق إلى أن النظام الغذائي مرتبط بمخاطر وشدة الصداع النصفي.
وقالت الدكتورة سيدني غرين، لموقع "إيت ذيس نوت ذات" Eat This Not That: "يمكن أن يحدث الصداع النصفي بسبب انخفاض مستويات السكر في الدم. وإذا كان شخص ما ينتقل لفترات طويلة بين الوجبات، أو يتخطى الوجبات، أو يستغنى عن مجموعات الطعام الرئيسية، خاصة الكربوهيدرات، فقد يتسبب ذلك في انخفاض مستويات السكر في الدم، وبالتالي تنتابه نوبات الصداع".
وأضافت: "يؤدي سوء التغذية لفترات طويلة عادة إلى نقص الفيتامينات والمعادن، ونقص في بعض الفيتامينات (معظمها فيتامينات B) والمغنيسيوم المعدني، وقد يساهم ذلك في حدوث نوبات صداع نصفي أكثر حدة".