زيارة ولد الغزواني لواشنطن..اتفاقيات اقتصادية واختلافات سياسية /إعداد موقع الفكر

لم تكن الزيارة التي أداها رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، للولايات المتحدة الأمريكية التي جاء إليها مشاركاً في القمة الأمريكية الإفريقية، زيارة تقليدية، فالرجل جاء إلى واشنطن وقد تأبط حقيبة مليئة بالملفات السياسية والاقتصادية الهامة.

خاصة وأن العلاقات بين البلدين ، قد شهدت تصدعا كبيرا منذ  نوفمبر 2018 عندما انتقدت واشنطن ملف موريتانيا مجال حقوق الإنسان وحرمتها من مزايا تجارية كانت تستفيد منها.  

منعطف جديد..

تصرفات الطرفين الموريتاني والأمريكي رأى فيهما المراقبون، أن منعطفا جديدا في العلاقات بين نواكشوط  وواشنطن آخذ في التشكل.

أمريكيا ، كان لافتا مستوى الحفاوة الكبيرة التي حظي بها الرئيس ولد الغزواني ومستوى اللقاءات التي أجراها.

موريتانيا، تبدو الأهمية التي أولاها ولد الشيخ الغزواني لزيارة واشنطن،واضحة من  تشكلة الوفد المرافق له ( وزير الاقتصاد ، الخارجية، البيئة...)  والنشاطات ذات البعد الاجتماعي في ظاهرها والسياسي في باطنهما.

نقاط قوة..

يعي ولد الشيخ الغزواني، أن لديه ملفات شائكة وعليه العمل على إصلاح ما أفسدته يد الدهر من صورة موريتانيا في المخيال السياسي والاجتماعي الأمريكي.

لكن ولد الشيخ الغزواني يعي أيضا أن لديه نقاط قوته أمام السياسي والمفاوض الأمريكي، فالرجل وصل إلى السلطة عبر الانتخابات ومنذ وصوله إلى السلطة شهدت الساحة السياسية هدوءا واضحا جعلت الكثيرين يتساءلون عن وجود معارضة في البلد.

لكن من بين نقاط القوة الأهم ، كون موريتانيا تستعد لدخول نادي الدول المصدرة للغاز عبر إحدى أكبر الشركات الأمريكية التي تستثمر في حقل " آحميم " الكبير.

وبشكل وقوع موريتانيا على المحيط الأطلسي ، نقطة قوة أخرى فصادرات النفط ستتجه مباشرة على الولايات المتحدة دون المرور بأي دولة ولا خشية من قرصنة أوتهديد إرهابي.

مكسب..

قرار جديد اتخذته إدارة بايدن ونال التثمين والتقدير من ولد الشيخ الغزواني ، حيث قال في كلمته في القمة " أغتنم الفرصة هنا للتعبير عن كبير ارتياحنا لما اعلن عنه، بالأمس، فخامة الرئيس جو بايدن من تأهل بلادنا للاستفادة من مبادرة Millenium Challenge Corporation ولتأكيد ما  نعقده من آمال على الآليات الأخرى مثل feed the future لترقية الاكتفاء الذاتي الغذائي".

ملفات..

من بين الملفات التي يعمل ولد الغزواني على تحريكها القرار التي اتخذته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراب نهاية 2018، والقاضي بإلغاء مزايا تجارية ممنوحة لموريتانيا بسبب "عدم إحرازها تقدما كافيا في التخلص من ممارسات العبودية"

 وقال مكتب الممثل التجاري الأميركي إن السبب يتعلق بعدم إحراز نواكشوط تقدما كافيا في التخلص من ممارسات التشغيل بالسخرة.

وكانت موريتانيا قبل القرار تستفيد من قانون النمو والفرص في أفريقيا الذي يكفل إعفاء سلع معينة من الرسوم الجمركية.

اتفاقيات..

وقعت موريتانيا أثناء الزيارة، اتفاقية بين تجمعات مزارعي بوكى وشركة “آفريكان للزراعة” الأمريكية، من أجل تطوير الزراعة التجارية بمبلغ استثماري أولي قدره 30 مليون دولار.

وتنص الاتفاقية على أن يصل المبلغ الإجمالي لهذا التعاون خلال فترة التعاون بين الجانبين إلى 500 مليون دولار على طول ضفة النهر.

و تعتبر هذه من بين أكبر الاتفاقيات التي وقعتها موريتانيا خارج مجال الغاز من حيث التمويل.

كما تم خلال الزيارة عرض فرص الاستثمار في موريتانيا وبإشراف مباشر من ولد الشيخ الغزواني، الذي قدم شكره لممثلي المؤسسات والهيئات الاستثمارية في الولايات المتحدة الأمريكية على حضورهم لهذا الاجتماع، الذي تم فيه تقاسم المعطيات حول الفرص التي تتوفر عليها موريتانيا مع هذه الهيئات الاستثمارية.

وقال إنه يرحب بالهيئات الاستثمارية في موريتانيا، مؤكدا التزام الحكومة الموريتانية والتزامه الشخصي بمواكبة كل الاستثمارات القادمة إلى البلاد.

  نشاط سياسي..

مكنت الزيارة ولد الشيخ الغزواني من لقاء  الرئيس الأمريكي جوبايدن والعديد من المسؤولين الأمريكيين فضلا عن مديرة صندوق النقد الدولي والعديد من الرؤساء الافارقة.

تناقضات..

شهدت الزيارة بعض التناقضات، ففي الوقت الذي تظاهر العديد من الموريتانيين مرحبين برئيس الجمهورية ولقائه بمقر إقامته في واشنطون، بممثلي الجالية الموريتانية في الولايات المتحدة الأمريكية، تظاهرت مجموعة من الشباب الموريتانيين المقيمين في أمريكا معارضين لنظام الرئيس الغزواني ورفعوا شعارات تندد بالتضييق على الحريات، وتطالب بإسقاط قانون الرموز.
كما طالب النشطاء بمحاسبة المفسدين وإقامة دولة القانون والمساواة، وشددوا التأكيد على أن الدم الموريتاني ليس رخيصاً، في إشارة إلى حوادث قتل موريتانيين خلال الأسابيع الأخيرة خارج الحدود الشمالية.