ملتقى الفكر الإسلامي العشرون 1986م في مدينة «سطيف» عن الإسلام والعلوم الإنسانية (تابع):
الوصول إلى مطار زيورخ:
ركبت الطائرة، وانتهت بنا إلى زيورخ، وصلت في منتصف الليل حوالي الثانية عشرة ليلًا. وفي المطار لم أجد مندوب المصرية ولا أي أحد ينتظرني، كما قيل. وهذا مما نحزن له أبلغ الحزن في بلادنا: أن نقول فلا نصدق، ونعد فلا نفي.
ولكن مندوب السويسرية أخذني إلى فندق قريب من المطار، وأنزلني فيه لأستعدّ من الفجر لأخذ الطائرة التي تذهب إلى جنيف، وكانت الساعة قد بلغت الواحدة بعد منتصر الليل.
حرارة شديدة وقشعريرة تهزُّ جسدي:
وتركني الرجل وقد بلغ بي الإرهاق والإعياء أشده، وشعرت بحرارة شديدة تنتابني، وبقشعريرة تهزّ جسدي، ولم أحتط لنفسي، فأحمل بعض حبات «البنَدول» أو «الأسبرين» أو نحوها، أو بعض فيتامين سي الفوار أو غيرها، ولا أعرف كيف أتصل بالفندق وأشرح له ما عندي، وهذه مشكلة لامني عليها كثيرون: أني أسافر وحدي بلا رفيق، مع شدّة حاجتي أحيانًا إليه ليساعدني في الملمَّات، ويكون ترجمانًا بيني وبين الآخرين.
الوصول إلى جنيف:
فصبرت على ما أصابني، وفوَّضت لله أمري حتى الصباح، ولم يبق إلا ساعات قلائل، لا أدري: لعلي نمت قليلًا، وعند الفجر قمت فصليّت، وأديت فرض ربي، وما هي إلا دقائق حتى دقّ الباب، وجاءوا يأخذوني إلى الطائرة المسافرة إلى جنيف، وفي أقل من ساعة استغرقتها الرحلة، وصلت الطائرة إلى جنيف حوالي السابعة صباحًا.
في دار المال الإسلامي بجنيف:
وكان معي تأشيرة إلى جنيف، حيث كنت أتردَّد عليها كثيرًا في اجتماعات هيئة الرقابة الشرعية لمؤسسة «دار المال الإسلامي» ومقر إدارتها جنيف، والعمارة التي تملكها الدار، وتقيم فيها إدارتها قريبة جدًّا من المطار، يراها المرء من المطار بلونها الأزرق، وقد عزمت على أن أذهب من المطار إليها؛ لأستعين بالإخوة المسؤولين هناك على تذليل العقبات في مسألة الحجز إلى الجزائر.
أخذت سيارة أجرة «تاكسي» من المطار إلى مبنى الدار، ونزلت هناك حوالي السابعة والنصف صباحًا، وبالطبع لم أجد أحدًا، فالدوام لم يبدأ بعد، ومضت مدة قليلة، ثم بدأ الموظفون يجيؤون، فرحَّبوا، وأبدوا استعدادهم للمعاونة بكل سبيل، وفرّغوا لي موظفًا، يبحث عن الخطوط التي تصل إلى الجزائر، ولكنهم للأسف لم يجدوا فيها مقعدًا واحدًا، وهذا شأن هذا الوقت من كل عام.