ملتقى الفكر الإسلامي العشرون 1986م في مدينة «سطيف» عن الإسلام والعلوم الإنسانية (تابع)
رحلة بالسيارة إلى سطيف مع رشيد بن عيسى
بعد أن صلّيت الظهر والعصر جمع تقديم، وأظنُّ أني تغديت غداء خفيفًا، جيء بالسيارة التي ستقلّني إلى مدينة الملتقى «سطيف».
وما إن ركبت السيارة حتى جيء برفيق لي سيصحبني في الطريق الطويل الذي يستغرق أربع ساعات. قلت: الرفيق عون على تقريب الطريق، ولا سيما إذا كان متوافقًا مع صاحبه.
قالوا: إنه الدكتور رشيد بن عيسى، من تلاميذ مالك بن نبي، وأنت تعرفه، وهو يعرفك.
قلت لهم: نعم عرفته والتقيته أكثر من مرة في أمريكا.
وكان الذي حدثني عن رشيد بن عيسي قبل أن ألقاه صديقنا الحبيب الأستاذ عبد الحليم أبو شقة رحمه الله، الذي كان معنيًّا بالبحث عن كلِّ كفاية وكل شخصية تستطيع أن يكون لها دور في خدمة الإسلام، وخصوصًا الجانب الفكري والثقافي، وهو الذي عرَّفني بالأخوين الكريمين: الأستاذ طارق البشري حفظه الله، والأستاذ عادل حسين رحمه الله،
وحين لقيت رشيدًا في بعض مؤتمرات اتحاد الطلبة المسلمين في أمريكا: سررت به وبثقافته، وبعقله النقدي، وتفكيره الإيجابي،
ولكني فوجئت منه في هذه الرحلة بما لم يكن في الحسبان، ولم يخطر لي على بال؛ لقد كنت أعلم أن ابن عيسى كان مُعجبًا بالإمام الخميني وبثورته، وبما حقَّقه إخواننا في إيران من منجزات ... وهذا ما لا ننكره عليه، بل هو ما نشاركه فيه. ولقد وقفنا مع الثورة الإسلامية وأيّدناها من أول يوم، بل كنا معها من قبل أن تنجح، لأننا مع كل حركة تقاوم الطغيان، وتنادي بالحرية، فكيف إذا كانت تنادي بالحرية مع الإسلام؟!!.