عجز والي اترارزة عن تسيير ولايته كما يريد النظام، واستصرخ وزارة الداخلية لمساعدته في وقف الزحف المتدفق من جدران مساكن منطقته، ثم عجزت الوزارة عن بسط يد القمع على الساكنة بكاملها، لما وردتها تقارير مخابراتها، مليئة بتأكيدات استعداد مختلف أطياف الشعب للخروج في استقبالات حاشدة لم تعرف المنطقة سابقة لها ترحيبا بالرئيس السابق.
و وجلت قلوب بعثات حزب الدولة، لما زمجرت صدور المواطنين في وجه جهود حشدهم لمهرجاناته، متوجهين بقلوب صادقة إلى ضفة الرئيس السابق، يتسابقون إلى نواصي الطرقات في انتظار تحية موكبه.
حالة من الذعر و بعثرة الأوراق أصابت دولة بكامل سلطاتها، وهي تكرر لا طاقة لنا اليوم بولد عبد العزيز وأنصاره، فتيارات الشعب الصاعقة، صكت وجوهنا قبل أسابيع قليلة على طول الطريق الرابط بين نواكشوط ونواذيبو، ولم نجد الوقت الكافي للتعافي من تبعات ذلك.
ويعرف النظام الحالي في قرارة خيبته، مدى استياء الشعب على عموم التراب الوطني، من سياساته التجويعية و عجزه الكبير عن إنجاز برنامجه الانتخابي.
كما استلم بكل استسلام قرار سكان ولاية اترارزة المنتفضين، ضد التهميش و الاحتقار الذي مارسته عليهم وزارة الداخلية بالأمس، عبر مصادرة إرادتهم و إلغاء كينونتهم السياسية بسحبها الترخيص لمهرجان حزب الرباط الوطني، في عاصمة ولايتهم، و كان ردهم على تلك الخطوة بالغ الأهمية وشديد الوطأة على النظام، حين بلغه مستوى تحضير الساكنة و جاهزيتها للرد بإجماع شعبي قانص لكل فقاعات الوهم السياسي الرسمي.
ظهرت آثار قدم الشعب اليوم على عنق الدكتاتورية، وشما داكنا بشعا، فولاية اترارزة التي طالما ظلمها الإعلام وسوقها ولاية منافقة خاضعة، كشفت قميص التلفيق عن عضلات التحدي و التحرر من التبعية، ليعلم الذين احتقروا إرادتها كيف يكون النزال ممتعا على نغمات الطبول وزغاريد سمراوات شمامة عظيمات الشأن.
شكرا لسكان ولاية اترارزة على تسديدهم لكمة افتتاحية أردت تبختر النظام صريعا، لتجبره على إغلاق الحلبة قبل بداية المباراة، ويدفعه ذعره الشديد إلى إعادة موكب الرئيس السابق بالقوة، قبل وصوله مشارف الولاية، ما أجمله من إعلان تاريخي للانهزام قبل دخول ساحة المعركة.
عاش سكان ولاية اترارزة أحرارا كما ولدتهم رحم الشهامة، عاش الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز أسدا تُركع خطواته حصون الخائفين العاجزين