ناقش عدد من الدبلوماسين والباحثين والمهتمين بالشأن الموريتاني والإقليمي خلال ندوة مساء اليوم السبت بنواكشوط موضع "موريتانيا والمحيط.. التأثير والتأثر".
رئيس المركز الموريتاني للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الدكتور صبحي ودادي قال في افتتاح الندوة إنها تهدف إلى نقاش تأثير وتأثر موريتانيا بمحيطها، ودورها في حل أزمات المنطقة.
وتناولت الندوة العلمية محاور: الدور الموريتاني في حل أزمات المنطقة، وقضايا التنمية والأمن بدول الساحل، فيما خصصت محورا ثالثا عنونته بـ"موريتانيا والصحراء".
حاضر خلال الندوة كل من الدكاترة والأساتذة: عدنان السالم الشيباني، وصو ممدو، وسيد أعمر شيخنا، ومحمد المختار سيد محمد، وأحمدو محمد المصطفى، والسالك محمد موسى.
همزة وصل
الدكتور عدنان السالم الشيباني حاضر في محور الدور الموريتاني في حل أزمات المنطقة، واعتبر خلال حديثه أن موريتانيا تمثل "همزة وصل في المنطقة" بفعل "مكانها ومكانتها" الاستراتيجيين.
ووصف ولد الشيباني أزمات المنطقة بـ"الشخصية جدا، والعاطفية جدا والعسكرية جدا أكثر من اللازم"، موصيا بضرورة انتهاج موريتانيا أمام هذا الواقع "دبلوماسية ذكاء المسافة" حتى لا تكون جزءا من المشكل ولكي لا تبتعد بحيث لا يصير بوسعها درء الأزمات.
الدكتور صو ممدو معقبا في ذات المحور، قال إن حياد موريتانيا في عديد قضايا المنطقة أملته تموقعات مكونات شعوبها، وفرضته، منوها إلى مساعدة الحياد في "احتواء الجماعات المسلحة في المنطقة".
سيناريوهات
الدكتوران سيد أعمر شيخنا، ومحمد المختار سيدي محمد، قدما في "محور موريتانيا والصحراء" عرضا عن مسار القضية الصحراوية وتطور موقف موريتانيا منها، واستعرضا عدة سيناريوهات اعتبراها محتملة كمآل للقضية.
الدكتور سيدي أعمر رأى في عرضه أن تصفية القضية الصحراوية بات واردا خصوصا بعد الموقف الأخير للولايات المتحدة الأمريكية من النزاع، فيما يرى ولد شيخنا أن سيناريو الثاني المحتمل هو منح واد الذهب كحيز جغرافي لإقامة دولة صحراوية مما يعني احتمال حصول "توسع على حساب موريتانيا".
من جهته الدكتور محمد المختار سيدي محمد رأى أن السيناريوهات المتوقعة في المنطقة تشتمل -بالإضافة إلى خيار تكريس الوضع الراهن- على خيار الدخول في حرب شاملة، لا قدر الله.
ورأى الباحثان أن حل القضية يستدعي وفق تعبير ولد شيخنا "عودة الرشد إلى ألمانيا وفرنسا المنطقة، المغرب والجزائر"، وكذا الجنوح للحل السلمي كما تتطلع موريتانيا، يقول ولد سيدي محمد.
قرار مصادر
الإعلامي ورئيس تحرير وكالة الأخبار المستقلة أحمدو محمد المصطفى خلال حديثه في محور دور موريتانيا في قضايا التنمية والأمن في الساحل، رأى أن من أكبر المعوقات أمام دول المنطقة هو أنها "لا تملك الإرادة الكاملة في تحديد أجندتها الخاصة بها".
ونوه ولد محمد المصطفى إلى عديد الأوراق التي لدى موريتانيا وبإمكانها استغلالها متى ما توفرت الإرادة لذلك، ذاكرا من بينها التأثير الروحي والعلمي، وكون البلاد "جسرا شعبيا" في المنطقة، بالإضافة لورقتها الاقتصادية الهامة.
الدكتور السالك محمد موسى رأى أن الدبلوماسية الموريتانية تتوفر على رؤية استراتيجية مهمة، متحدثا عن ورقة بهذا الخصوص أعدتها الخارجية الموريتانية مؤخرا. وقال ولد محمد موسى إنه من البداهة بمكان أن تتغير السياسة الخارجية لكل بلاد بتغير السلطة التنفيذية العليا فيها.
وشهد الجزء الثاني من الندوة تدخل ونقاش عدد من الباحثين والدكاترة والمهتمين، كان من بينهم الأستاذ والدبلوماسي السابق محمد محمود ولد ودادي.