مُخْطِئٌ مَنْ يظن أن ما حدث أثناء بطولة كأس العالم الأخيرة في قطر من مظاهر انتصار الإرادة أذهلت الجميع، جاء من فراغ.
لقد قرع صوتُ القضية الفلسطينية آذانَ المُحتلِّين وأنصارهم من الغربيين، وأعوانهم من التابعين والكارهين. وكان ظهور فلسطين بشكل بارز ولافت مشهدًا غاظ جميع المعتدين، والماكرين، والمتربصين.
أعود فأقول: مُخْطِئٌ مَنْ يظن أن هذا نشأ من فراغ، أو حدث صُدْفةً أو عبثًا .. فما كانت هذه الأصوات لتعلو، وما كان لهذه المشاهد أن تظهر لولا جهود التوعية والتذكير الدائم بالقضية.
يخطئ من يتصور أن توعية الشعوب، وتذكيرها الدائم بقضية فلسطين يذهب سُدًى. إن هذه الجماهير تستدعي من مخزون العقل الباطن كلَّ مفاهيم الصمود، ورفض الأمر الواقع المفروض بالقوة والبطش وإرهاب الكيان المحتل للسكان الأصليين الفلسطينيين العُزل.
إن ما حدث أثناء البطولة يؤكد أهمية تشكيل الوعي، وعودة الروح، وإيقاظ الهمم، وإحياء الأمل.
ما معنى أن يرفض المواطنون العرب التحدث إلى وسائل إعلام الكيان الغاصب؟
ما معنى أن يصيبوهم بالإحباط وخيبة الأمل؟!
إنها إذن بُذورُ الوعي التي غرسها أقوام، وظهرت ثمارُها في ذلك المحفل العالمي.
فيا كل عربي، ويا كل مسلمٍ قادرٍ على المشاركة في توعية الناس بفلسطين والمسجد الأقصى، تَقَدَّمْ ولا تتأخر، وأقَبِلْ ولا تُدْبِرْ، وساهِم بمشاركاتك بكل الصور، واعلم أنه لا يَضيعُ حقٌّ وراءَهُ مُطالِب، ولا تموت قضيةٌ لها محامون ماهرون مثابرون.