محاولات د. محمد المحجوب وزير الأوقاف المصري تقريبي من النظام الحاكم (تابع)
طلب الوزير حضوري إلى القاهرة:
مضت مدَّة، ربما كانت سنتين أو أكثر، ثم إذا هو يتصل بي في مكتبي بعمادة كلية الشريعة بجامعة قطر، وقال: نريدك هنا في القاهرة لأمر ضروري ومهم.
قلت: وأي أمر ضروري ومهم يستدعي حضوري إلى القاهرة؟
قال: ستعرفه عندما تحضر.
قلت: والله أنا مشغول جدًا في هذه الأيام، ولا أستطيع السفر.
قال: إنما نريدك ليوم أو يومين، ونتفق على المطلوب، ثم تعود في الحال.
قلت: أيُّ أمر هذا الذي يقضى في يوم أو يومين؟
قال: يا شيخنا، ألا تريد أن تؤدِّي خدمة لوطنك؟
قلت: أنا دائمًا في خدمة وطني وخدمة أوطان المسلمين جميعًا.
وسلَّط عليَّ فضيلة شيخنا الشيخ محمد الغزالي، وقال: الرجل يلحُّ على وجودك، لعلَّ وراء ذلك خيرًا للبلد وللأمة، ولعل الله ينفع بك!
وعلمت بعد ذلك أن الشيخ الغزالي بطيبته وصفاء نفسه، ظنَّ أن القوم يفكرون في أن يسندوا إليَّ منصبًا كبيرًا، وقال في نفسه: إنَّ يوسف والله أهل له، ولن يجد الأزهر مثله يقود سفينته في لجة هذا العصر وأمواجه المتلاطمة، وذهب الشيخ بعيدًا بعيدًا، وهو في واد والقوم في واد آخر!
قال الشيخ الغزالي: لا مانع أن تحضر وترى ما ذا هناك،
ولم يسترح ضميري لهذا الطلب والإلحاح فيه، ولكن المحجوب لم يدعني، ولم يزل يلاحقني، وهو رجل ملحاح، ثم فهمت منه أن هناك اجتماعًا لعدد من كبار العلماء، وسيكون معهم المرشد العام للإخوان، ود.أحمد كمال أبو المجد، والشعراوي والغزالي والمشد، وغيرهم، ولا يكمل هذا الجمع إلا بحضورك، وسيبحثون بكل حرية فيما يهم الأمة.